والثالث: المستعربة وهم الذين ليسوا بخلص أيضا. كما قال في الصحاح.
قال ابن دحية: وهم بنو إسماعيل وهم ولد معد بن عدنان، وقال النحاس رحمه الله تعالى: عربية إسماعيل هي التي نزل بها القرآن، وأما عربية حمير وبقايا جرهم فغير هذه العربية، وليست فصيحة، وإلى هذا مال الزبير في كتاب النسب واحتج له ولم يعول على غيره، وكذلك أبو بكر بن أشتة في كتاب المصاحف.
وتقدم في ترجمة إسماعيل عليه الصلاة والسلام، ولهذا مزيد بيان يأتي.
" العروة الوثقى ": العقد الوثيق المحكم في الدين أو السبب الموصل إلى رضا الله تعالى.
وحكى الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي رحمه الله تعالى في قوله تعالى: (فقد استمسك بالعروة الوثقى) أنه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وقيل هي الإسلام.
" العزيز ": أي القول، فعيل بمعنى فاعل من عز يعز عزا وعزة وعزازة. وهي الحالة المانعة للإنسان من أن يغلب أو يقهر، من قولهم أرض عزاز أي صلبة ممتنعة. أي هو الخطير الذي يقل وجوده ويكثر نفعه وجوده. أو الغالب من قولهم: " من عزيز " أي من غلب سلب. قال الله تعالى: (ولله العزة ولرسوله) أي الامتناع وجلالة القدر. وأما قوله تعالى: (إن العزة لله جميعا) فالمراد العزة الكاملة التي يندرج فيها عز الإلهية والخلق والإحياء والإماتة والبقاء الدائم، وما أشبه ذلك مما هو مختص به تعالى.
وهو ما سماه الله تعالى به من أسمائه، ومعناه في حقه تعالى: الممتنع الغالب. أو الذي لا نظير له. أو المعز لغيره. والمعاني صحيحة في حقه صلى الله عليه وسلم.
" العصمة " " عا " بكسر العين وسكون الصاد: الذي يستمسك الأولياء بحبل كرامته ويلوذ العصاة بحمى شفاعته صلى الله عليه وسلم. فالعصمة بمعنى عاصم، كقولهم رجل عدل بمعنى عادل.
روى ابن سعد والطبراني أن أبا طالب عمه صلى الله عليه وسلم استسقى به في صغره لما تتابعت عليهم السنون فأهلكتهم فخرج به صلى الله عليه وسلم إلى أبي قبيس وطلب السقيا بوجهه فسقوا، فقال يمدحه صلى الله عليه وسلم:
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه * ثمال اليتامى عصمة للأرامل ويجوز أن يكون بمعنى معصوم اسم مفعول من العصمة كاللقمة بمعنى الملقوم، وأصلها شئ يجعل في المعصم مثل السوار وحقيقتها عندنا كما في " المواقف " في حقه صلى الله عليه وسلم وحق سائر الأنبياء: أن لا يخلق الله تعالى فيهم ذنبا.