إن الرسول شهاب ثم يتبعه * نور مضئ له فضل على الشهب " الشهم ": بفتح أوله وكسر ثانيه: السيد النافذ الحكم.
" الشهيد ": العليم أو العدل المزكي. قال تعالى: (ويكون الرسول عليكم شهيدا) أي معدلا مزكيا. روى البخاري من حديث عقبه بن عامر رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج يوما فصلى على أهل أحد صلاته على الميت ثم انصرف إلى المنبر فقال: " أنا فرطكم وأنا شهيد عليكم " (1). وهو من أسمائه تعالى ومعناه أنه الذي لا يغيب عنه شئ.
قال ابن الأثير: وهو فعيل من أبنية المبالغة في فاعل وإذا اعتبر العلم مطلقا فهو العليم فإذا أضيف إلى الأمور الباطنة فهو الخبير، أو إلى الظاهر فهو الشهيد. انتهى فكل شهيد وخبير عليم ولا عكس.
وقيل هو الشاهد يوم القيامة بما علم. روى الشيخان عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يدعى نوح القيامة فيقال: لنوح: من يشهد لك؟ فيقول: محمد وأمته. فذلك قوله تعالى: (وكذلك جعلناكم أمة (2) وسطا) الآية. والوسط العدل. ولهذا مزيد بيان يأتي إن شاء الله تعالى في الخصائص والله تعالى أعلم.
حرف الصاد " الصابر ": اسم فاعل من الصبر، وهو حبس النفس عن الجزع وإمساكها في الضيق والفزع. وقال في الإحياء: هو ثبات باعث الدين على مقاومة باعث الهوى. وفي رسالة الأستاذ أبي القاسم القشيري رحمه الله تعالى: الصبر إما على مكتسب للعبد وإما على غيره فالأول الصبر على ما أمر الله تعالى به وعما نهى عنه. والثاني: الصبر على مقاساة ما يتصل به من حكم الله لما فيه من مشقة. وقال الجنيد: هو تجرع المرارة من غير تعبيس وقال ابن عطاء: هو الوقوف مع البلاء بحسن الأدب.
وقال الجريدي: ألا يفرق بين حال النعمة والمحنة مع سكون الخاطر فيهما. وقيل: هو ترك الشكوى إلى العباد، فلا ينافيه الشكوى إلى الله تعالى لأنه وصف أيوب بالصبر فقال: (إنا وجدناه صابرا) مع شكواه إليه حيث قال: (إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين).