المنيع الاله الرفيع لئن آتيتني بابن أبي طالب لأزيدنك على الذي قلته بأكثر فعند ذلك خرج سباع من بين المشركين فرحا مسرورا وظن أنه يغلب الامام وياسره وجعل يرتجز وينشد يقول الق سلاحك يا غلام وآتني * من قبل ان تردى بحد حسامي (قال الراوي) فلما سمع الامام ما قاله سباع تبسم ضاحكا وقال ها انا مقبل إليك وواقف لديك فقال له أسرع لنحوي فجاء الامام إلى نحوه فظن عدو الله سباع ان الامام سلم نفسه إليه حتى يؤسره فتقدم سباع وهو يظن أنه قادر عليه فلما عدو الله سباع وثب إليه الامام كأنه أسد إذا عاين فريسته وضربه ضربة على رأسه بالسيف فشقه السيف نصفين ونزل عدو الله إلى الأرض قطعتين فعند ذلك التفت الامام إلى كنعان وقال له يا عدو الله وعدو نفسك دونك والقتال فقد مضى صاحبك إلى الناس وبئس القرار فلما رأى مداعس بن كنعان ذلك من الامام تقدم إليه وجعل ينشد ويقول انا الفتى المشهور في الفوارس * انا الهمام الضيغم المداعس انا ابن كنعان المسمى يا فتى * انا مبيد البطل المحارس انا الذي أحيا ليوم كريهة * وخائض الغمرات في الغلامس (قال الراوي) فلما سمع الامام كلام مداعس تبسم ضاحكا وقال يا ابن كنعان دونك والضرب والطعان فانطلق إليه ومال نحوه فلما اتاه وثب إليه الامام وثبته المعروفة فوصل بها إليه وقبض بكلتا يديه ثم ضم الجواد إليه ليقلبه عليه فأيقن مداعس بالهلاك واخذه الارتباك فصاح من شدة ما اصابه يا ابن أبي طالب بحق ابن عمك الا ما أبقيت علي وأحسنت بكرمك إلي فمد الامام يده وقبض عليه من سرجه وامسك رأسه وأوثقه كتافا بعمامته وقاده فرسه إلى صخرة هناك ورماه ثم ركب جواده وتقدم على مهل من غير طيش ولا عجل إلى أن اتى القوم وقال يا نسل اللئيم هل فيكم من يبرز إلى القتال ويبادر للنزال فناداه يا ابن أبي طالب كن مكانك فاني قاصد إليك وهاجم عليكم ثم برز عدو الله كنعان وكان نسيم السحنة وبدت غره
(٦٩)