به ذنوبي فقال الامام تقول لا إله إلا الله محمد رسول الله وتقر الله بالوحدانية ولمحمد ابن عمي بالرسالة فقال غنام يا ابن أبي طالب هذا شئ لا افعله ابدا وما انا بتارك دين آبائي وأجدادي ولو قطعت إربا واعلم انك لم تكن من رجالي وانما أخذتني غضبا وغدرتني ولو كنت لك في الميدان لبعد عليك ما أملته ولا كنت ملكتني (قال الراوي) فعند ذلك وثب الامام فحل وثاقه وهو يتململ من شدة غيظه ورمى إليه سيفه وجحفته واشتد غضب الامام غضبا وقال لغنام يا عدو الله وعدو نفسك خذ سيفك وجحفتك واشتد ومانع عن نفسك فقال يا ابن أبي طالب القتال أتحسبني كغيري من الرجال فلما سمع ذلك الامام غضب غضبا شديدا وقال يا عدو الله لقد تجرأت في قولك فاعتزل إلى ناحية أخيك لئلا يهوله بك يا عدو الله وعدو نفسك ثم إن الامام جذب سيفه واخذ غناما واعتزل عن القوم ثم فاجأه مفاجأة الأسد لفريسته وضربه بالسيف ضربة هاشمية علوية فتلقاها عدو الله واستتر بجحفته على رأسه فنزل السيف على الدرقة فقطعها ونزل على رأسه من بين فخذيه وتجندل طريحا يخور في دمه وعجل الله بروحه إلى النار فكبر الامر عليه واخذ ما كان عليه ودفعه إلى أخيه ناقد وسر علي بقتل عدو الله فقال ناقد يا أبا الحسن ما فعلت بعدو الله غناما قال يا ناقد انه صار إلى النار فلا تأسف عليه فإنه ليس بأخيك ثم اقبل على القداح واخذ ما كان عليه وقال له يا قداح كيف رأيت نفسك قال يا أبا الحسن خلصتني بعد الياس من الحياة والاشراف على الموت فقال له علي يا قداح ان الله قد أنقذك من الموت وان شئت فارجع إلى أهلك ودارك مصاحبا بالسلامة فقال القداح يا أبا الحسن وكيف امضي وأهلي ودياري وقد أنالني الله ما لم ينله أحد من قومي قولا امضي حتى اخذ من الغنائم ما يسرني وأسد به فقري وأوسع منه على أهلي وينشرح به صدري (قال الراوي) فتبسم الامام رضي الله عنه ضاحكا من قوله وقال له يا قداح لأعطيتك من الغنائم ما يسر قلبك ويغني فقرك وترجع مجبورا إلى أهلك إن شاء الله تعالى فقال القداح يا أبا الحسن هذا من فظلك وكرمك فعند ذلك عطف علي إلى عسكره وهو مسرور بالقوم وخلاص أصحابه واخذ ما كان
(٨٠)