وامر عليهم ناقد بن الملك فسار ناقد فلما وصل إلى الحصن وجد أهله قد تأهبوا وعزموا على القتال فرجع ناقد ومن معه فلما وصل إلى الامام سأله عن الحال فقال ناقد يا أمير المؤمنين ان القوم في تحصنوا في حصنهم وعزموا على الحرب وتأهبوا للقتال فانظر يا سيدي ما أنت له صانع فقال الامام إذا أراد الله سبحانه وتعالى بفتحه تهدمت أركانه قال ناقد يا أمير المؤمنين ان في الحصن رجلا شديد القوة كثير الأذى وأحذرك ان يأتيك من أذيته شئ فتبسم الامام وقال يا ناقد سر ثم سار ناقدا وأصحابه إلى أن وصلوا إلى الحصن فلما نظر الامام إلى مكنته وعلوه وارتفاعه قال اللهم سهل علينا فتحه ثم إن الامام فرق عسكره كتائب ليكون هذا أهب في قلوب المشركين لايهام كثرة جيوشه فلما أراد ذلك ارتجفت قلوب القوم الذين هم داخل الحصن وقالوا لبعضهم ما أكثر هؤلاء القوم فبينما هم كذلك إذ يشرف أمير المؤمنين بجميع أصحابه فكبروا ونزلوا ولم يتعرضوا للقوم فما استقر الامام في مكانه حتى أشرف عليهم من الحصن رجل كأنه قطعة من جبل لهوله وعظمه فلما نظر الامام استعظم خلقته وقال تبارك الخلاق العظيم ثم اقبل الامام إلى ناقد وقال له أتعرف هذا الرجل المهول فقال ناقد يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا صاحب الحصن وهو مصاهر لنا وهو زوج ابنة أبينا ومن خوف أبي منه دفع إليه ابنته بغير مهر معجل ولا مؤجل فبينما الامام يسمع كلام ناقد إذ سمع صراخ عدو الله من أعلى الحصن وهو كأنه الرعد القاصف والريح العاصف وهو يناديه يا معشر الجهال وعصابة الأرذال ارحلوا بأنفسكم غانمين وبأرواحكم سالمين فلما سمع الامام مقالته غضب غضبا شديدا فوثب من مكانه وأفرغ عليه لامة حربه وقبض على سيفه وجحفته وقدم الرعاة الذين هم معه وهم نحو مأتي رام فانفذ لكل جهة من جهات الحصن وأقرنهم بأمثالهم من الرجال الذين هم بالدورق لكل رجل رام رجل يلقي بدرقته عنه ومال الإمام بمن معه إلى ناحية الباب وقدم الرماة امامه وقدم أصحابه إلى القتال فتحاربوا بالأحجار فرمى المشركون بالصخور الكبار ورمي الرماة بالنبال
(٦٥)