فلما نظر الامام ذلك عظم عليه فتقدم بنفسه إلى الباب وعدو الله يرمي بالأحجار والصخور وجعل الامام كلما وصل إليه حجر تلقاه بدرقته وأرخاه متباعدا عنه وما زال القتال بين الفريقين إلى وقت العصر فعطف الامام بأصحابه وقال حسبكم من القتال فتراجعا الناس إلى أماكنهم وعدو الله وأصحابه يعطفون ويهزئون بهم فعظم ذلك على الامام وبات الفريقان يتحارسان وأضرمت النار وتولى الامام حرس أصحابه بنفسه خوفا عليهم فبينما هم كذلك وإذا بشخص قد ظهر في الطريق فتأمله فنزل الامام عن جواده واتى إلى صخرة وجلس مختفيا وراءها حتى وصل إليه ذلك الشخص وصار محاذيا له فوثب إليه الامام وامسكه من رجله ورماه إلى الأرض فقال ذلك الشخص للامام من أنت الذي أوهنت عظامي فقال الامام انا ليث بني غالب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب فلما سمع الشخص باسم علي خرص لسانه فلم تكن الا ساعة والامام واقف على رأسه حتى ردت إليه روحه وفتح عينيه وقال يا ابن أبي طالب سألتك بحق ابن عمك ان تبقي علي وتحسن إلي بكرمك فقد كنت أتقيك وأحذرك قبل ان أراك فعند ذلك عفا عنه الامام وأوثقه كتافا واخذه إلى عسكره فحل وثاقه وقال له يا هذا قل الصدق تنج وإياك ان تقول غيره فتهلك فقال الشخص يا ابن أبي طالب اما قولي فصدق وهو الحق انا اشهد ان لا الله الا الله وان ابن عمك رسول الله والآن فخذ حذرك فقد اتاك عسكر جرار وهم عشرة آلاف فارس من كل بطل مداعس يقدمهم بطل مقدم العشرة آلاف وهو غنام بن الملك الهضام انه لما وصلت إليه أخبارك وما فعلت في حصونه أراد ان يأتي إليك بنفسه فاقسم عليه ولده غنام بقوة المنيع انه يأتي ويقبض عليك ويوصلك إليه حقيرا ذليلا أسيرا فتبسم الامام ضاحكا من قوله وقال له ما اسمك يا هذا قال اسمي القداح بن واثلة فقال له يا قداح أريد منك ان تمضي إليهم في هذا الليل وتجعل لي طريقا معك توصلني إليهم فقال القداح إذا وصلت إليهم يا مولاي ما الذي يكون فقال الامام افتح الحصن واقتل عدو الله كنعان على يديك فقال القداح ان كنت فاستيقظ فان الذي قتله بعيد (قال الراوي) فوثب إليه ناقد بن
(٦٦)