الملك على القداح ونهره وقال له لا أم لك اعرف مكانك واعلم من تكلم فهذا الذي تكلمه فارس الفرسان هذا ليث بني غالب علي ابن أبي طالب فاقصر من كلامك والا رميت بهذا السيف فجزع مما سمع واخذته الرعشة والدهشة من كلام ناقد وغيره فقال الامام يا قداح قد وجب عليك الجهاد في سبيل الله فان أردت ان يمحوا الله ما سلف من ذنبك فهب لي نفسك لله ومرضاته في هذه الليلة فقال القداح اني أخاف من القتل وورائي أطفال وليس لهم قريب ولا حبيب ولا أم عجوز كبيرة فإذا قتلت فمن يكون لهم بعدي فقال له الامام لهم الذي خلقهم ورزقهم عليه وانا اضمن لك من الله السلامة فإنه على ما يشاء قدير ثم اخذ الامام مطيته من أصحابه واقبل عليهم وقال ارتحلوا راجعين على أعقابكم فإذ ا سمعتم التكبير فأطلقوا عنه الخيل واتوني مسرعين فارتحل القوم من وقتهم وساعتهم فقام الامام وركب مطيته وقال القداح اركب مطيتك فركب القداح وسار والامام معه إلى أن وصل إلى باب الحصن وأحس بهم أهل الحصن فنادى كنعان من الطارق لنا في هذا الليل الغاسق فجاوبه القداح وقال أيها السيد العظيم انا رسول الله بشارة كنعان وقال لعلك يا قداح جئت من عند الملك قال نعم انه قد اتاك ابنه له عشر آلاف فارس فنزل كنعان بنفسه إلى باب الحصن ليفتحه للقداح ونزل معه جماعة من قومه وقد امتلأت قلوبهم بالفرح والسرور فتقدم الامام إلى الباب وترك القداح وراءه لأنه سمع المفاتيح عند افتتاحها فقبض بسيفه وطال وقوفه على الباب فلم يفتح وكان السبب في ذلك أنه لما وصل عدو الله إلى الباب ومن معه وأراد ان يفتحه بنفسه من شدة الفرح ظهر له إبليس فلما نظر القوم شخصوا نحوه وذهلوا من منظره فاتى إلى كنعان واخذ المفاتيح من يده وولى راجعا وأشار إلى القوم ان يتبعوه إلى الحصن فلحقوا في اثره فلما بعد عن الباب قال يا ويلكم انا رسول المنيع جئت إليكم لا نظر ماذا تصنعونه بأنفسكم حيث أردتم ان تسلموا حصنكم إلى علي ابن أبي طالب بلا قتال ولا نزال فقال كنعان أيها الرسول الكريم وأين علي بن أبي طالب فقال ها هو واقف على الباب مع القداح من حزبه ومن أهل دينه وقد ساقه إليكم
(٦٧)