ينقضني من نار المنيع وسطوته فقال له الامام يا ويلك ان المنيع قد ولى زمانه وحان هوانه واتى بواره وقرب دماره فلم يمهله الامام وقد اشتد به الغضب دون ان يضربه ضربة هاشمية محمدية فوقعت الضربة على عاتقه الأيمن فخرج السيف من تحت إبطه الأيسر فوقع عدو الله كنعان واقبل بها إلى الباب ففتحه وظهر بها إلى القوم فوجدهم قد أفنوا من عندهم من المشركين ولم يبق الا من قال لا الله الا الله محمد رسول الله وصفا وقت عشيهم في انتظار ان يخرج إليهم الامام عدو الله ورأس كنعان في يده وفرحوا ثم إن علي قال لهم يا قوم أين مداعس بن كنعان فأقبلت إليه الرغداء بنت الخطاف وقالت يا سيدي انه لحق بأبيه إلى النار وبئس القرار فشكرها على ذلك وجازاها خيرا ثم إن علي امر القوم بدخول الحصن فدخلوا والامام في أوائلهم وهو يقول فتح الله ونصر الله وخذل من كفر ثم بعد ذلك أمرهم باحضار الأسارى فاحضروا بين يديه فامر بحل كتافهم فحلوهم (قال الراوي) ثم إن علي أراد ان يرتحل من ذلك الحصن فاقبل عليه ناقد ابن الملك وقال يا ابن عم رسول الله اني أريد ان أسألك عن امر فان كان فيه معصية فاني أتوب إلى الله سبحانه وتعالى منه وان كان فيه سماح فاسمح لي فيه فقال له الامام وما ذاك يا ناقد فقال يا أبا الحسن روحي لك الفدا ان لي في المأسورات من النساء التي هن في الحصن ماسورة المنى أسرها وها هي الامن بنات الملوك والعز والدلال كانت مقيمة تحت ذي الضلال وهي ابنة أمي وأبي أعز الخلق عندي ان الولد مولود والبعل موجود والأخ مفقود وهممت ان أخاطبها لأدعوها إلى ما دعوتنا إليه من هذا الدين البهي والاسلام النقي فان أردت ان تأذن لي في ذلك فالامر إليك فقد كبر علي والله ما نزل بها فعند ذلك تغرغرت عين علي بالدموع وقال يا ناقد امض إليها فأنت أملك بها وأحق فتلطف بها وشوقها إلى الاسلام وعبادة الملك العلام فخرج ناقد من القوم وسار إلى أخته وكانت اسمها عليا فلما اقبل عليها وهي في جملة المأسورات صعب عليه ذلك فعزت عليه فامسك
(٧١)