جواهر المطالب في مناقب الإمام علي (ع) - ابن الدمشقي - ج ١ - الصفحة ٥٢
وخرجه البخاري عنه (1) قال: قدمت لرسول الله صلى الله عليه وسلم طيرا فسمى الله وأكل لقمة وقال: اللهم ائتني بأحب الخلق إليك وإلي. قال: فضرب الباب فقلت: من أنت؟ قال [أنا] علي. قلت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلى حاجة!!! ثم أكل [النبي] لقمة أخرى وقال مثل الأول / 11 / ب / فضرب علي الباب فقلت من أنت؟ قال: علي. قلت إن رسول الله صلى الله عليه وسلم على حاجة!!! ثم أكل لقمة أخرى وقال: مثل ذلك قال: ضرب علي الباب ورفع صوته فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا أنس افتح [له] الباب.
[قال: ففتحت الباب] فدخل فلما رآه [النبي] تبسم ثم قال: الحمد لله الذي جاء بك فإني أدعو في كل لقمة [أن] يأتيني الله بأحب الخلق إليه وإلي فكنت أنت. فقال: والذي بعثك بالحق نبيا إني لأضرب الباب ثلاثا ويردني أنس. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم [لم] رددته؟ قلت: كنت أحب أن يكون رجلا من الأنصار. فتبسم وقال: ما يلام الرجل على [حب] قومه.

(١) أي وخرجه البخاري عن أنس.
ولم أجد الحديث بهذا السياق في كتب البخاري نعم أورده محذوف الذيل - كما هو عادته حول مناقب أهل البيت عليهم السلام - في ترجمة إسماعيل بن سلمان الأزرق من القسم الأول من كتابه التاريخ الكبير: ج ١، ص ٣٥٧ ط ١، قال:
قال عبيد الله بن موسى: أخبرنا إسماعيل بن سلمان بن أبي المغيرة الأزرق عن أنس [قال:] أهدي للنبي صلى الله عليه وسلم طائر فقال: اللهم ائتني بأحب خلك. فجاء علي.
وأيضا رواه البخاري في ترجمة أحمد بن يزيد بن إبراهيم تحت الرقم: " ١٤٨٨ " في القسم الثاني من ج ١، ص ٢ قال:
قال لي محمد بن يوسف: حدثنا زهير قال: عثمان إلي ويل عن أنس بن مالك قال: أهدي للنبي صلى الله عليه وسلم طائر كان يعجبه فقال: اللهم ائتني بأحب خلقك يأكل [معي] هذا الطير. فاستأذن علي فسمع كلامه فقال: ادخل.
وانظر أيضا ما أورده في ترجمة هلال بن سويد تحت الرقم: " ٢٧٣٨ " في القسم الثاني من ج ٤ ص ٢٠٩.
وليعلم أن لحديث أنس أسانيد ومصادر كثيرة جدا والمشترك بين طرق حديثه متواتر، كما أن القدر المشترك من حديث بقيد الصحابة متواتر فقد رواه جماعة منهم:
الأول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.
الثاني منهم الصحابي الكبير جابر بن عبد الله الأنصاري.
الثالث حبر الأمة عبد الله بن عباس.
الرابع أنس بن مالك خادم النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
الخامس سفينة مول النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وحديث سفينة مستفيض وقد رواه عدة من الحفاظ منهم الطبراني في ترجمة سفينة تحت الرقم:
" ٦٤٣٦ - ٦٤٣٧ " من كتاب المعجم الكبير: ج ٧ ص ٩٥ ط بغداد.
ومنهم الحافظ البزار [رواه تحت الرقم: " ٢٣٧ - ٢٣٨ " من مسنده] كما رواه عنه وعن الطبراني الحافظ الهيثمي في فضائل علي عليه السلام من مجمع الزوائد: ج ٩ ص ١٢٦، وقال: رواه البزار والطبراني - باختصار - ورجال الطبراني رجال الصحيح غير فطر بن خليفة وهو ثقة.
وانظر البداية والنهاية: ج ٧ ص ٣٥٢ - ٣٥٣، ومجمع الزوائد: ج ٨ ص..
ومنهم الحافظ البغوي كما رواه عنه القطيعي في الحديث: " ٦٨ " من فضائل أمير المؤمنين عليه السلام من كتاب الفضائل ص ٤٢ ط ١.
ومنهم الحافظان: أبو يعلى الموصلي والمحاملي كما رواه بسنده عنهما وعن غيرهما الحافظ ابن عساكر تحت الرقم: " ٦٣٤ " وما تعده من ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق: ج ٢ ص ١٣٣، وما تعدها ط ٢.
السادس ممن روى من الصحابة حديث الطير هو سعد بن أبي وقاص الزهري.
السابع من رواة حديث الطير من الصحابة هو يعلى بن مرة الثقفي.
الثامن الصحابي الكبير أبي سعيد الخدري.
التاسع أبو رافع مولى النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
العاشر حبشي بن جنادة.
الحديث قد أفرده جماعة من الحافظ بالتأليف كما أنه نظمه شعراء أهل أبيت عليهم السلام خلفا عن سلف.
ومن أراد تفصيل ما ذكرناه فعليه بالحديث: " 612 " وما بعده ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق: ج 2 ص 105 - 159، ط 2.
(٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 45 47 49 50 51 52 53 54 55 57 58 ... » »»
الفهرست