النزاع والتخاصم - المقريزي - الصفحة ١٥٠
الجائر، لا جرم أن الله أخذه ولم يمهله فكانت دولته ستة أشهر.
وما زالت أمور الإسلام تتلاشى والدولة تضعف، إلى أن انتقل الملك والدولة في آخر أيام المتقي إبراهيم بن جعفر المقتدر، وأول أيام خلافة المستكفي (1) عبد الله بن المكتفي من بني العباس إلى بني بويه الديلمي (2).
فلم يبق بيد بني العباس من الخلافة إلا اسمها فقط، من غير تصرف في ملك بحيث صار الخليفة منهم في مدة الدولة البويهية، ثم في الدولة السلجوقية إنما هو كأنه رئيس الإسلام، لا إنه ملك ولا حاكم، تتحكم فيه الديلم ثم السلجوقية كتحكم المالك في مملوكه كما هو معروف في كتب التاريخ.
وما زالت ضعفة بني العباس مع الديلم ومع الأتراك منذ استولى معز الدولة أحمد بن بويه ببغداد في جمادى الأولى سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة تحت الحكم إلى أن قتلوا عن آخرهم وسبي حريمهم وهدمت قصورهم وهلكت رعاياهم على يد عدو الله هولاكو (3).
وكانوا هم السبب في ذلك كما قد ذكر في سيرة الناصر أحمد بن المستضئ (4).
وقد ثبت في الصحيح في حديث معاوية أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن هذا الأمر في قريش لا يعاديهم أحد إلا أكبه الله على وجهه، ما أقاموا الدين (5).

(١) - الكامل في التاريخ: ٥ / ٢٥٠ حوادث ٣٣٢.
(٢) - في نسخة: الديلم.
(٣) - الكامل في التاريخ: ٥ / ٢٦٧ حوادث ٣٣٤ ه‍.
(٤) - راجع الكامل في التاريخ: ٧ / ٢١٢ حوادث سنة ٥٦٦ ه‍.
(٥) - فتح الباري شرح البخاري: ٦ / ٦٦١ ح ٣٥٠٠ كتاب المناقب باب ٢، المعجم الصغير:
١
/ ٨٠، والمعجم الكبير: ١٩ / ٣٣٨، وكنز العمال: ٥ / 596 ح 14059.
(١٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم وتعليق 7
2 نبذة عن حياة المؤلف 7
3 مشايخه 8
4 مذهبه 9
5 مؤلفاته 10
6 طبعات الكتاب 16
7 تاريخ النزاع 21
8 مذاهب الخلافة وأسبابها 24
9 نصوص النبي على أمير المؤمنين علي 24
10 الأفضلية شرط الخلافة 28
11 ما ورد في صفات الخليفة 42
12 المؤذون لرسول الله صلى الله عليه وآله 50
13 ابعاد النبي صلى الله عليه وآله لبني أمية 63
14 شعب أبي طالب وصحيفة قريش 66
15 فضائح بني أمية 71
16 مرض النبي صلى الله عليه وآله وطلب الخلافة 77
17 لعن بني مروان وبني العاص 81
18 تنزه أهل البيت عن الخلافة وأوساخ الدنيا 87
19 انحصار القطبية والخلافة الباطنية بأهل البيت 88
20 تصريح الصحابة بأحقية علي 98
21 تصريح الحسن والحسين 98
22 تصريح فاطمة 99
23 تصريح أبو بكر وعمر 101
24 تصريح عثمان ومعاوية 102
25 تصريح سلمان 103
26 تصريح العباس 104
27 تصريح أبو سفيان وابن عباس 105
28 تصريح المقداد 106
29 تصريح عمار وأبو ذر 107
30 بقية التصريحات 108
31 مصادر سد الأبواب إلا باب علي 113
32 بعض نصوص حديث سد الأبواب 116
33 صحة حديث سد الأبواب 118
34 جمع ابن حجر في الحديث والرد عليه 120
35 استدلال ابن بطال بالحديث 120
36 نموذج من سرقة الفضائل 127
37 ذكر خلفاء بني العباس وأعمالهم 135
38 تشابه أمة النبي صلى الله عليه وآله بالأمم السابقة 153