النزاع والتخاصم - المقريزي - الصفحة ١٤٦
وكان أشد ما يحقده عليه كتابه إليه: (أما بعد فإني اتخذت أخاك إماما وكان في قرابته برسول الله صلى الله عليه وسلم ومحله من العلم على ما كان، ثم استخف بالقرآن وحرفه طمعا في قليل من الدنيا، قد نعاه الله لأهله ومثلت له ضلالته على صورة العدل، فأمرني أن أجرد السيف وآخذ بالظنة ولا أقبل معذرة، وأن أسقم البرئ، وأبرئ السقيم، وأتر أهل الدين في دينهم، وأوطأني في غيركم من أهل بيتكم العشوة بالإفك والعدوان، ثم أن الله حمده ونعمته استنقذني بالتوبة وكره إلي الحوبة، فإن يعف فقديما عرف ذلك منه، وإن يعاقب فبذنوبي وما الله بظلام للعبيد) (1).
فكتب إليه أبو جعفر: (قد فهمت كتابك وللمدل على أهل بيته بطاعته ونصرته ومحاماته وجميع بلائه مقال، ولم يرك الله في طاعتنا إلا ما تحب، فراجع أحسن نيتك وعملك ولا يدعونك ما أنكرته إلى التجني، فإن المغيظ ربما تعدى في القول فأخبر بما لا يعلم، والله ولي توفيقك وتسديدك فاقدم رحمك الله مبسوط اليد في أمرنا، محكما فيما هويت الحكم فيه ولا تشمت الأعداء بك وبنا إن شاء الله).
فقدم عليه وقتله (2).
فانظر أعزك الله إلى كتاب أبي مسلم يفصح لك عن سيرة القوم ولن تجد أخبر بهم منه، ثم انظر إلى كتاب أبي جعفر جوابا له، كيف لم ينكر عليه ما رماهم به ولا كذبه في دعواه، ذلك يحقق عندك صدقه ولا يوحشنك هذا من أخبارهم.
بل ضمه إلى وصية إبراهيم الإمام تجدهما قد خرجا من آل واحد، وكان

(١٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم وتعليق 7
2 نبذة عن حياة المؤلف 7
3 مشايخه 8
4 مذهبه 9
5 مؤلفاته 10
6 طبعات الكتاب 16
7 تاريخ النزاع 21
8 مذاهب الخلافة وأسبابها 24
9 نصوص النبي على أمير المؤمنين علي 24
10 الأفضلية شرط الخلافة 28
11 ما ورد في صفات الخليفة 42
12 المؤذون لرسول الله صلى الله عليه وآله 50
13 ابعاد النبي صلى الله عليه وآله لبني أمية 63
14 شعب أبي طالب وصحيفة قريش 66
15 فضائح بني أمية 71
16 مرض النبي صلى الله عليه وآله وطلب الخلافة 77
17 لعن بني مروان وبني العاص 81
18 تنزه أهل البيت عن الخلافة وأوساخ الدنيا 87
19 انحصار القطبية والخلافة الباطنية بأهل البيت 88
20 تصريح الصحابة بأحقية علي 98
21 تصريح الحسن والحسين 98
22 تصريح فاطمة 99
23 تصريح أبو بكر وعمر 101
24 تصريح عثمان ومعاوية 102
25 تصريح سلمان 103
26 تصريح العباس 104
27 تصريح أبو سفيان وابن عباس 105
28 تصريح المقداد 106
29 تصريح عمار وأبو ذر 107
30 بقية التصريحات 108
31 مصادر سد الأبواب إلا باب علي 113
32 بعض نصوص حديث سد الأبواب 116
33 صحة حديث سد الأبواب 118
34 جمع ابن حجر في الحديث والرد عليه 120
35 استدلال ابن بطال بالحديث 120
36 نموذج من سرقة الفضائل 127
37 ذكر خلفاء بني العباس وأعمالهم 135
38 تشابه أمة النبي صلى الله عليه وآله بالأمم السابقة 153