فأما علي - عليه السلام - فلو أفردنا لآياته (1) الشريفة ومقاماته الكريمة [ومناقبه السنية] (2) كتابا (3) لأفنينا في ذلك الطوامير الطوال العرق صحيح والمنشأ كريم والشأن عظيم والعمل جسيم والعلم كثير والبيان عجيب واللسان خطيب والصدر رحيب وأخلاقه وفق أعراقه وحديثه (4) يشهد بقديمه هذا قول عدوه منه - (ص) -.
وأمه: فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف. ربت رسول الله - (ص) - في حجرها وكانت كالأم له وسبقت إلى الإيمان وهاجرت معه إلى المدينة ولما ماتت تولى رسول الله - صلى الله عليه وآله - أمرها وكفنها بقميصه (5). ولما بلغ الحفر إلى اللحد حفره رسول الله - (ص) - بيده وأخرج ترابه بيده ونام في قبرها ثم قال: الله (6) الذي يحيي ويميت وهو حي لا يموت اغفر لأمي فاطمة بنت أسد ولقنها حجتها ووسع عليها قبرها (7) ومدخلها بحق نبيك محمد والأنبياء الذين من قبلي فإنك أرحم الراحمين (8).
ولقنها فسمع منه: ابنك ابنك لا جعفر ولا عقيل. فقيل له: يا رسول الله رأيناك قد صنعت مع أم علي - عليه السلام - صنعا لم تصنعه بغيرها كفنتها في قميصك وتوسدت لحدها وقلت لها: ابنك ابنك لا جعفر