قالوا: ونقمنا أنك حكمت حكما في حق هو لك.
قال: أسوة (1) برسول الله حيث حكم سعد بن معاذ في بني قريظة ولو شاء لم يفعل فهل بقي شئ (2)؟
فسكتوا فصاح جماعة من كل ناحية: التوبة التوبة.
واستأمن (3) إليه ثمانية آلاف وبقي على حربه أربعة آلاف.
وتقدم عبد الله وهب وذو الثدية وقالوا: ما نريد بقتالك إلا وجه الله والدار الآخرة.
[فقال - عليه السلام -:] (4) (قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا).
ثم التحم القتال. فحمل الأخفش الطائي وكان شهد صفين مع أمير المؤمنين - عليه السلام - وشق الصفوف يطلب عليا - عليه السلام - فبدره علي - عليه السلام - فقتله. فحمل ذو الثدية ليقتل عليا - عليه السلام - فسبقه علي - عليه السلام - وضربه ففلق البيضة ورأسه [فحمله فرسه] (5) فألقاه في آخر المعركة في جرف داليه على شط النهروان.
وخرج مالك بن الوضاح ابن عم ذي الثدية وحمل على علي - عليه السلام - فقتله علي - عليه السلام -. وتقدم عبد الله بن وهب الراسبي فصاح يا ابن أبي طالب والله لا نبرح من هذه المعركة أو تأتي علي أنفسنا أو نأتي على نفسك فابرز إلى وابرز إليك وذر الناس جانبا. فلما سمع علي - عليه السلام - [تبسم و] (6) قال: قاتله الله ما