تكون لهم دار لهو ولعب يكون بها الجور الجائر والخوف (1) المخيف والأئمة الفجرة والقراء الفسقة والوزراء (2) الخونة يخدمهم أبناء فارس والروم لا يأتمرون (3) بمعروف إذا عرفوه ولا يتناهون عن منكر إذا أنكروه يكتفي الرجال منهم بالرجال والنساء بالنساء فعند ذلك الغم الغميم والبكاء الطويل والويل والعويل لأهل الزوراء من سطوات الترك وما هم الترك قوم صغار الحدق وجوههم كالمجان المطرقة (4) لباسهم الحديد جرد مرد يقدمهم ملك يأتي من حيث بدا ملكهم جهوري الصوت قوي الصولة عالي الهمة لا يمر بمدينة إلا فتحها ولا ترفع له راية إلا نكسها الويل الويل لمن ناوأه فلا يزال كذلك حتى يظفر. فلما وصف لنا ذلك ووجدنا الصفات فيكم رجوناك فقصدناك.
فطيب قلوبهم وكتب لهم فرمانا باسم والدي - رحمه الله - يطيب فيه قلوب أهل الحلة وأعمالها. والأخبار الواردة في ذلك كثيرة.