اللهوف في قتلى الطفوف - السيد ابن طاووس - الصفحة ١٦٢
وصرنا إليه من العدة اليسيرة والضعف بعد القوة فهل لك أن ترجع بنا ونجمع العساكر ونكثر من السلاح ونرجع إليهم فقال لهم يا قوم لا أستطيع أن أترك عدو الله ورسول خلفي وأولى عنهم بل أقاتلهم، فألقى الله عز وجل ورسوله وهم راضين عنى، فلما سمعوا عنه ولم يجيبوه ثم ناموا ونام سليمان (ره) قال فبينما هو نائم وإذا بفاطمة الزهراء عليها السلام وخديجة الكبرى وقد أعطتاه إناء فيه ماء وقاليا له: أفض هذا الماء على وجهك وجسدك وعجل إلينا بالقدوم، قال سليمان: ثم انتبهت من نومي وإذا بقدح تحت رأسي مملوء من الماء فأفضته على جسدي وإذا قد التحمت جراحي ثم اشتغلت بلبس ثيابي فلم أجد القدح، فقلت الله أكبر قال فنبهت أصحابي وقالوا ما الخبر أيها الأمير قال فقصصت عليهم الرؤيا.
وفى رواية أخرى: لما رقد سليمان كأنه في روضة خضراء وفيها أنهار وأشجار وأطيار كأنه قد أوتى به إلى قصر من الذهب والفضة وعليه ستور من نور فتقدم سليمان إلى الباب ودفعة ودخل القصر وإذا بامرأة قد خرجت من القصر وهي مخمرة بخمار من حرير وعليها حلل من سندس وإستبرق. قال فلما رآها كاد أن ينصرع فضحكت في وجهه وقالت شكرا لله تعالى لك سعيك يا
(١٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 ... » »»
الفهرست