موضع قوم ابن زياد وملكوا رحالهم وأموالهم وانهزموا أصحاب ابن زياد الملعون فلحقهم ابن زياد بعسكره على مسير يومين فلما رآهم منهزمين عظم عليه ذلك وقال لهم يا غلف القلوب ويا جلفان الرجال أنتم مائة الف فارس تنهزمون عن أربعة آلاف وخمسمائة فارس ويقتلون منكم أربعين الف فارس فسيروا الان بين يدي فرجعوا معه طالبين سليمان (ره) وقد صار عسكر ابن زياد مائتي ألف فارس وستين الف فارس وساروا وسار ابن زياد الملعون مع قومه في اليوم الثالث وقد بقى سليمان في ثلاثة آلاف حتى أشرفوا على أصحاب سليمان.
فلما رآهم سليمان (ره) أقبل يحرض أصحابه ويقول: جاهدوا بارك الله فيكم في سبيل الله تعالى فلما رآهم ابن زياد حمل عليهم هو أصحابه حملة رجل واحد واقتتلوا قتالا شديدا ولم يزل كذلك حتى أظلم عليهم الليل وحال بين الفريقين وافترق القوم من المعركة وقد بقى من أصحاب سليمان ألف فارس وقالوا أيها الأمير أنت تعلم إننا كنا أربعة آلاف وخمسمائة فارس وبقينا ألف فارس وهذا ابن زياد الملعون في مائتين وأربعين ألف فارس فإن أصبحنا نقاتلهم لم يبق منا أحد والصواب إنا نعبر الفرات ونقطع الجسر ونسير إلى الكوفة