رأسه كالخنزير (لع) وركب من وقته وساعته وذهب إلى دار السجن فقام أصحاب السجن هيبة له ثم إنه أقبل إلى السجان وشجه بالسوط وأمر به فسحبوه وضربوه حتى خضبه بدمه ثم أحضروا المعلم وضربوه ضربا شديدا فامر بضرب عنقه وعنق السجان، فقال السجان: أيها الأمير ما جنينا حتى نستوجب القتال؟ فقال: يا ويلك أظننت إنه يخفى على ما فعلتم وتحيلتم به أنت والمعلم، تنزل على المختار قلما في قثاء ومداد في قشر جوزة، وكاغذا في طيات الخبز، وتريد في ذلك زوال ملكي فقال:
أيها الأمير هذا أنا والمعلم حاضرين بين يديك، ما غاب، منا أحد ولا مضى على هذا الخبر يومان وما أظن أهل السجن أكلوا من الخبز شيئا فينبغي أن تفتش الطعام إن فيه مما ذكرت شئ فدمائنا على الأمير حلال.
فأمر ابن زياد الملعون غلمانه أن ينزلوا إلى الطامورة ويصعدون إليه جميع ما فيها من الطعام ففعلوا ذلك وفتشوا فلم يجدوا فيه شيئا وأسبل الله تعالى عليهم الستر فاستحى ابن زياد مما فعل وقال: على بالغلام فلما مثل بين يديه قال له: يا ويلك كيف عملت هذا الكذب فتلجلج الغلام فعند ذلك قبل السجان الأرض بين يدي عبيد الله بن زياد (لع)، وقال: أيها الأمير هذا من يعمل