مكة قبل المدينة؟ فقال له المعلم: أيها الأمير قد نذرت الحج تاما، فقال ابن زياد (لع) أعطوه ألف دينار وألف درهم. فأخذها عمير وتصدق بها على فقراء المؤمنين وخرج قاصدا إلى المدينة ولم يزل يجد السير أياما وليالي حتى وصل إلى المدينة فدخل دار عبد الله وكانت زوجة عبد الله بن عمر أخت المختار، وكان ذلك اليوم عند عبد الله غرايب الطعام مطبوخا ومشويا ويقول لها عبد الله تقدمي وكلي من هذا الطعام وهي تقول لا آكل حتى أعرف خبر أخي بأنه طيب سالم فبينما هما كذلك وإذا المعلم دخل عليهما فلما وصل إلى الباب ودقه خرج الخادم إليه فقال: من أنت؟ قال رجل من أهل الكوفة، فلما سمعت أخت المختار وفد عمير على عبد الله بن عمر وإذا هو شيخ حسن الشيبة فسلم كل واحد منهما على صاحبه وقدم إليه المائدة فأكل منهما حتى اكتفى وغسل يديه فعند ذلك أخرج المعلم المكتوبين وأعطاهما إلى عبد الله بن عمر بن الخطاب وقرأ كتابه فلما اطلع عليه بكى وخنقته العبرة ودخل على زوجته وقال أبشري هذا كتاب أخيك إليك وهذا كتاب أخيك إلى فلما رأت ذلك بكت بكاء شديدا وقال: سألتك بالله العظيم ورسوله النبي الكريم الا ما أذنت لي بالخروج إليه فانظر إلى من نظر إلى غرة أخي؟ فأذن لها في ذلك
(١٣٦)