اللهوف في قتلى الطفوف - السيد ابن طاووس - الصفحة ١٣٣
المختار، ففرح المختار بذلك وحمد الله كثيرا وأخذ الكاغذ وقطعه نصفين وكتب إلى أخته كتابة وكتب إلى صهره عبد الله بن عمر بن الخطاب كتابة أخرى وسلمها إلى السجان وأمره أن يسلمها إلى المعلم فأخذ السجان المكتوبين وسلمهما إلى المعلم ففرح المعلم بذلك فرحا شديدا.
قال أبو مخنف:
وكان عند السجان صبي قد التقطته زوجته وكفلته إلى أن أدرك، فقال السجان لامرأته: إعلمي إن هذا الغلام قد أدرك ولست آمنه على بناتي فقالت امرأته:
هذا بمنزلة ولدنا وما يطيب على أن نخرجه من عندنا فسمع الصبى كلامها وقد صار له إطلاع بما صار بين المعلم والسجان من أمر المختار، فأسر الغلام ذلك في نفسه فلما كان الغداة سود وجهه وشق جيبه وخرج إلى قصر الامارة ونادى النصيحة النصيحة للأمير (لع) وإن غفل عنها كان فيها زوال ملكه، فأحضروه بين يدي عبيد الله بن زياد (لع) وقال له: ما نصيحتك أيها الغلام، فقال: أيها الأمير إعلم أن المعلم الذي حبسته في الطامورة حمل إلى المختار طعاما وجعل فيه كذا وكذا، وقال له كل ما جرى بينهما، فلما سمع ابن زياد الملعون الفاسق الفاجر ذلك الصبى انقلبت عيناه في
(١٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 ... » »»
الفهرست