(ثم إنه) دعى في الحال والوقت ببعض حجابه وقال له انطلق إلى عمير المعلم وأخرجه من الطامورة وآتني به فمضى الحاجب في الساعة وأتى إلى الطامورة وفتح الأقفال وكان في ذلك الوقت المعلم والمختار يتحدثان فلما سمع الأقفال تنفتح قال للمعلم إعلم إن هذه الساعة يفرج الله عنك وتخرج، فقال عمير: والله يصعب على فراقك وإن كنت كارها لهذا الموضع فلما وجدتك اشتهيت أن لا أفارقك طرقة عين، قال: فعند ذلك قال المختار: إن رأيت أصلحك الله تعالى أن يقضى لي حاجة يجزيك الله تعالى عنها الثواب الجزيل ويكون لك عندي منزلة إن كان لي سلامة، فقال المعلم: وما هي حتى أحتال في قضائها، فقال: أريد أن توصل إلى ورقة ولو قدر شبر وقلما ولو قدر ابهام ومداد ولو في قشر جوزة بها حاجة لي. فقال المعلم: حبا وكرامة انشاء الله ولا يكون خاطرك إلا طيب. قال: فبينما هم يتحدثان وإذا بالحاجب قد دخل وأذن للمعلم بالخروج فخرج هو والحاجب حتى مثل بين يدي عبيد الله (لع) فلما رآه قال له: عميرا قد عفونا عنك وعفونا من زلتك لأجل من قد سألنا فيك فإياك أن تعود إلى مثلها أبدا فقال عمير أنا تائب على يدك إنني لا أعود إلى تعليم الصبيان ولا أجلس في مكتب بعد هذا الامر ثم استرخص من عبيد
(١٢٩)