اللهوف في قتلى الطفوف - السيد ابن طاووس - الصفحة ١٣٢
ردية صورته قد تغيرت فشكى إلى الله وإلى حاله وقد أحرق قلبي سوء حاله وسئلني أو أوصل إليه بياض ولو بقدر شبر وقلما ولو بقدر عقد إبهام ومدادا لو بقشر جوزة، يكتب فيها حاجة له وأريد ان تحتال لي في ذلك وتوصل إليه ما قلت لك، فقال السجان: حبا وكرامة، فإذا كان الغد فاشترى خبزا يكون قرصا وأترك بين الأقراص بياضا واشترى قثاء ويكون في القثاء قلم واشترى جوزا واترك، وفى جملة الجوز مداد وتحمل الجميع على رأسك وتجيئ إلى وتسلم على وتقول لي إني نذرت نذرا متى خلصت من الحبس هذا للمحبوسين، وتراني أقوم إليك أضربك وأشتمك وأرمى الخبز من أعلى رأسك فينبغي أن تتوسل بي وتتضرع على بما تقدر عليه حتى آخذ الطعام وأدخله إلى المختار وأوصل إليه حاجته.
فعند ذلك فرح المعلم وقبل يدي السجان وخرج من عنده وبات تلك الليلة فما كان في الغداة أحضر المعلم جميع ما ذكره وحمله وجاء إلى السجن فنظر السجان إليه وقال: ما معك؟ فقال معي نذر للمسجونين والمحبوسين فقام إليه السجان وضربه وشتمه ورمى الخبز من أعلى رأسه فتوسل به المعلم وقبل يديه كثيرا فبعد إلحاح كثير أخذ الطعام من المعلم وأوصله إلى
(١٣٢)
مفاتيح البحث: الطعام (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 ... » »»
الفهرست