اللهوف في قتلى الطفوف - السيد ابن طاووس - الصفحة ١٢١
فلا يبعد الله الديار وأهلها * وإن أصبحت منهم بزعمي تخلف ألا إن قتلى الطف من آل هاشم * أذلت رقاب المسلمين فذلت وكانوا غياثا ثم أضحوا رزية * لقد عظمت تلك الرزايا وجلت ألم تر ان الشمس أضحت مريضة * لفقد حسين والبلاء اقشعرت فأسلك أيها السامع بهذا المصاب مسلك القدوة من حماة الكتاب.
فقد روى عن مولانا زين العابدين عليه السلام وهو ذو الحكم الذي لا يبلغه الوصف إنه كان كثير البكاء لتلك البلوى وعظيم البث والشكوى.
فروى عن الصادق عليه السلام أنه قال: ان زين العابدين عليه السلام بكى على أبيه أربعين سنة صائما نهاره وقائما ليلة فإذا حضر الافطار وجاء غلامه بطعامه وشرابه فيضعه بين يديه فيقول كل يا مولاي فيقول قتل ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جائعا، قتل ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عطشانا، فلا يزال يكرر ذلك ويبكي حتى يبتل طعامه من دموعه ثم يمزج شرابه بدموعه فلم يزل كذلك حتى لحق بالله عز وجل.
وحدث مولى له: أنه برز يوما إلى الصحراء قال فتبعته فوجدته قد سجد على حجارة خشنة فوقفت وأنا أسمع شهيقه وبكائه وأحصيت عليه ألف مرة يقول لا إله
(١٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 116 117 118 119 120 121 122 123 125 126 127 ... » »»
الفهرست