مطالب السؤول في مناقب آل الرسول (ع) - محمد بن طلحة الشافعي - الصفحة ٢٧٢
ليفوته، فليكن سرورك بما نلت من آخرتك، وليكن أسفك على ما فاتك (1) منها، وما نلت من دنياك فلا تكن (2) به فرحا، وما فاتك منها فلا تأس عليه حزنا، وليكن همك فيما فاتك بعد الموت، والسلام (3).
وقال (عليه السلام) لجماعة: خذوا عني هذه الكلمات فلو ركبتم المطى حتى تنضوه ما أصبتم مثلها، لا يرجون عبدا إلا ربه، ولا يخافن إلا ذنبه، ولا يستحي إذا لم يعلم أن يتعلم، ولا يستحي إذا سئل عما لا يعلم أن يقول لا أعلم، واعلموا أن الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، ولا خير في جسد لا رأس له، فاصبروا على ما كلفتموه رجاء ما وعدتموه (4).
وقال (عليه السلام): الشئ شيئان، شئ قصر عني لم أرزقه فيما مضى ولا أرجوه فيما بقي، وشئ لا أناله دون وقته، ولو استعنت عليه بقوة أهل السماوات والأرض، فما أعجب أمر هذا الإنسان يسره درك ما لم يكن ليفوته، ويسوءه فوت

١ - في نسخة (م): نالك.
٢ - في نسخة (م): تكترثن.
٣ - نثر الدر للآبي ١: ٢٨١، أمالي القالي ٢: ٩٤، دستور معالم الحكم: ٧٩، ترجمة الإمام علي (عليه السلام) من تاريخ دمشق ٣: ٢٢٠ / ١٢٧٨، صفة الصفوة ١: ٣٢٧، مجالس ثعلب ١: ١٥٥، وقعة صفين: ١٠٧، شرح نهج البلاغة ١٥: ١٤٠ / ٢٢، جواهر المطالب ١: ٣١٦.
٤ - تيسير المطالب: ١٤٥، حلية الأولياء ١: ٧٦، شرح نهج البلاغة ٣: ١٦٨ / 82، صفة الصفوة 1: 326، تذكرة الخواص: 131، نثر الدر للآبي 1: 281، ترجمة علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق 3: 229 / 1286، البيان والتبين 2: 77، العقد الفريد 3: 147، عيون الأخبار 2: 119.
(٢٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 ... » »»