مطالب السؤول في مناقب آل الرسول (ع) - محمد بن طلحة الشافعي - الصفحة ٢٨٣
نهى عن المنكر أرغم أناف الفاسقين، ومن صدق في المواطن قضى الذي عليه، ومن شنأ الفاسقين غضب لله، ومن غضب لله غضب الله له فأزلفه وأعلى مقامه.
وأما الكفر: فعلى أربع دعائم: الشقاق، والغلو، والشك، والشبهة.
والشقاق: من ذلك أربع شعب: الجفاء، والعماء، والغفلة، والعتو، فمن جفا احتقر الحق وجهر بالباطل ومقت العلماء وأصر على الحنث العظيم، ومن عمى نسي الذكر واتبع الظن وطلب المغفرة بلا توبة ولح عليه الشيطان، ومن غفل حار عن الرشد وغرته الأماني وأخذته الحسرة والندامة وبدا له من الله ما لم يكن يحتسبه، ومن عتا عن أمر الله أذله الله بعز سلطانه وصغره بجلاله كما اغتر بربه الكريم.
والغلو: على أربع شعب: التعمق، والتنازع، والزيغ، والشقاق، فمن تعمق (له) (1) لم يثبت (2) إلى الحق ولم يزدد إلا تمردا في الغمرات ولم ينحسر عنه فتنة إلا غشيته أخرى وانخرق دينه فهو يهوي في أمر مهيج، ومن نازع تخاصم ومن تخاصم انقطع به العمل عن سلوك نهج النجاح، ومن زاغ قبحت عنده الحسنة وحسنت عنده السيئة، ومن شاق اعورت عليه طرقه، واعترض عليه أمره، وضاق مخرجه، وضل هداه إذ لم يتبع سبيل المؤمنين.
والشك: على أربع شعب: الهول، والتردد، والاقدام، والاستسلام، فمن هاله ما بين يديه نكص على عقبيه، ومن تردد في الريب سبقه الأولون فأدركه الآخرون، ومن أقدم بلا بصيرة وطئته سنابك الشيطان، ومن استسلم لهلكة الدنيا والآخرة هلك، فمن نجا فمن فضل اليقين، فبأي آلاء ربكما تتمارى.

1 - ليس في (م).
2 - في نسخة (م): يتب، وفي بعض المصادر: ينب.
(٢٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 288 ... » »»