مطالب السؤول في مناقب آل الرسول (ع) - محمد بن طلحة الشافعي - الصفحة ٢٧٧
فقال جابر: نعم.
فقال له: ملاذ الدنيا سبعة: المأكول، والمشروب، والملبوس، والمنكوح، والمركوب، والشموم، والمسموع، فألذ المأكولات العسل وهو بصاق من ذبابة، وأجل المشروبات الماء وكفى بإباحته وسياحته على وجه الأرض، وأعلا الملبوسات الديباج وهو من لعاب دودة، وأعلا المنكوحات النساء وهي مبال في مبال ومثال لمثال (1) وإنما يراد (أحسن ما في المرأة) (2) لا قبح ما فيها، وأعلا المركوبات الخيل وهي قواتل، وأجل المشمومات المسك وهو دم من سرة دابة، وأجل المسموعات الغناء والترنم وهو إثم، فما هذه صفته لم يتنفس عليه عاقل.
قال جابر بن عبد الله: فوالله ما خطرت الدنيا بعدها على قلبي.
وقال (عليه السلام): في الأمثال: بالصبر يناضل الحدثان، الجزع من أنواع الحرمان، العدل مألوف والهوى عسوف، والهجران عقوبة العشق، البخل جلباب المسكنة، لا تأمنن ملولا، إزالة الرواسي أسهل من تأليف القلوب المتنافرة، من اتبع الهوى ضل، الشجاعة صبر ساعة، خير الأمور أوسطها، القلب بالتعلل رهين، من ومقك أتعبك (3)، القلة ذلة، المجامعة مسكنة، خير أهلك من كفاك، ترك الخطيئة أهون من طلب التوبة، من ولع بالحسد ولع به الشؤم، كم تلف من صلف وكم ترف من سرف، عدو عاقل خير من صديق أحمق، التوفيق من السعادة والخذلان من

1 - في نسخة (ع): المثال، وما أثبتناه من نسخة (م) والمصادر.
2 - وفي نسخة (م): حسن المرأة.
3 - في نسخة (ع): اعتبك، وما أثبتناه من المصدر ونسخة (م).
(٢٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 ... » »»