مطالب السؤول في مناقب آل الرسول (ع) - محمد بن طلحة الشافعي - الصفحة ٢٧٦
على من بغى عليه، يصبح صاحبه في أجر، ويصبح هو في وزر، لسانه عليه لا له، ولا يضبط قلبه قوله، يتعلم المراء ويفقه الرياء، يبادر الدنيا ويواكل التقوى، فهو بعيد من الإيمان قريب من النفاق، مجانب للرشد مرافق للغي، فهو باغ غاو لا يذكر في المهتدين (1).
وقال (عليه السلام): لا تحدث عن غير ثقة فتكون كذابا، ولا تصاحب همازا فتكون مرتابا، ولا تخالط ذا فجور فترى متهما، ولا تجادل عن المجانين فتصبح ملوما، وقارن أهل الخير تكن منهم، وباين أهل الشر تبن عنهم، واعلم أن من الحزم العزم، واحذر اللجاج تنج من كبوته، ولا تخن من إئتمنك وإن خانك في أمانته، ولا تذع سر من أذاع سرك، ولا تخاطر بشئ رجاء ما هو أكثر منه، وخذ الفضل وأحسن البذل وقل للناس حسنا، ولا تتخذ عدو صديقك صديقا فتعادى صديقك، وساعد أخاك وإن جفاك وإن قطعته فاستبق له بقية من نفسك، ولا تضيعن حق أخيك فتعدم أخوته، ولا يكن أشقى الناس بك أهلك، ولا ترغبن فيمن زهد فيك، وليس جزاء من سرك أن تسوءه، واعلم أن عاقبة الكذب الذم، وعاقبة الصدق النجاة (2).
ونقل عنه (عليه السلام): أنه رأى جابر بن عبد الله (رضي الله عنه) وقد تنفس الصعداء، فقال (عليه السلام) (له) (3): يا جابر علام تنفسك أعلى الدنيا؟

١ - وردت منتثرة في نثر الدر للآبي ١: ٢٨٥ - ٢٨٦، الفصول المهمة: ١١٦ - ١١٧.
٢ - شرح نهج البلاغة ١٦: ٩٧ / 31، الفصول المهمة: 117.
3 - ليس في (م).
(٢٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 ... » »»