وغلام حبشي لبني عبد الدار قيل استقل بقتلهما (عليه السلام) وقيل قتلهما غيره.
ولما عاد أبو سفيان بمن بقي معه من المشركين عن أحد طالبين إلى مكة، دخل النبي (ص) إلى المدينة فدفع النبي (ص) سيفه وهو ذو الفقار إلى فاطمة (عليها السلام) فقال: (إغسلي عن هذا دمه يا بنية فوالله لقد صدقني اليوم (وفي هذا اليوم) (1) وناولها علي (عليه السلام) أيضا سيفه وقال لها: (وهذا [أيضا] (2) فاغسلي عنه دمه فوالله لقد صدقني اليوم (وفي هذا اليوم)) (3).
قال ابن أبي نجيح: (نادى مناد (لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي).
هذا تلخيص ما أورده أبو محمد عبد الملك بن هشام في سيرته (4). وحيث علم ذلك، فإذا انجلت المعركة عن اثنين وعشرين قتيلا من مقاتلة المشركين بأيدي المسلمين وهم سبعمائة وكان من القتلى سبعة، منهم خمسة متفق على أن عليا (عليه السلام) قتلهم، واثنان منهم مختلف فيهما، وبقي من القتلى خمسة عشر مضافة إلى جميع المسلمين، فمن كان ذا نظر صائب وفكر ثاقب وتدبر بخاطر حاضر لا غائب لا يشك أن عليا قد أفاض الله تعالى عليه لباس شجاعة سابغ الأهداب لا يخاف معه في معترك الجلاد وهن التزلزل والاضطراب، ومن ذلك ما ينسخ عن القلوب بحجج اليقين شبه الإرتياب ويفتح لها أبواب الإستبصار فإن فيها تبصرة