مطالب السؤول في مناقب آل الرسول (ع) - محمد بن طلحة الشافعي - الصفحة ٢٠٥
قال: فلما إن قلت له ذلك أمر صارخا فصرخ أن انصرفوا مع رسول الله إلى بيت جابر بن عبد الله.
قال: قلت: إنا لله وإنا إليه راجعون.
فأقبل رسول الله (ص) وأقبل الناس معه.
قال: فجلس وأخرجناها إليه فبرك عليها وسمى الله ثم أكل وتواردها الناس كلما فرغ قوم قاموا وجاء ناس غيرهم حتى صدر أهل الخندق كلهم عنها (1).
ومنها: ما هو زائد على ذلك لم أر الإطالة بذكره وهذه من معجزاته (ص) فإن اصدار الخلق الكثير والجم الغفير من طعام يسير يكاد يأكله الواحد الجائع من المعجزات العظام التي تقضي العقول بأنها من خرق العوائد. ثم عاد الكلام إلى المقصود.
فلما فرغ رسول الله (ص) من الخندق أقبلت قريش بأحابيشها وأتباعها من [بني] (2) كنانة وأهل تهامة في عشرة آلاف وأقبلت غطفان ومن تبعها من أهل نجد ونزلوا من فوق المسلمين ومن أسفل منهم كما قال الله تعالى: * (إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم) * (3) فخرج النبي (ص) بالمسلمين وجعلوا الخندق بينهم وبين القوم، والمسلمون ثلاثة آلاف فارس ووافقت اليهود المشركين على رسول الله (ص) واشتد الأمر على المسلمين كما قد وصف الله

١ - صحيح البخاري ٥: ١٣٨ - ١٣٩، سيرة ابن هشام ٣: ٢٢٩، دلائل النبوة للبيهقي ٣: ٤٢٥، البداية والنهاية ٤: ٩٨، فتح الباري ٧: ٣١٩.
٢ - أثبتناه من المصدر وفي نسخة (ع): أهل.
٣ - الأحزاب ٣٣: 10.
(٢٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 ... » »»