مطالب السؤول في مناقب آل الرسول (ع) - محمد بن طلحة الشافعي - الصفحة ٢٠٧
إن الشجاعة في الفتى * والجود من خير الغرائز فقال علي (عليه السلام): (يا رسول الله أنا له).
فقال (ص): (إنه عمرو).
قال (عليه السلام): (وإن كان عمرا).
فأذن له رسول الله (ص) فخرج إليه وقال:
لا تعجلن فقد أتاك * مجيب صوتك غير عاجز ذو نية وبصيرة * والصدق منجي كل فائز إني لأرجو أن أقيم * عليك نائحة الجنائز من ضربة نجلاء يبقى * ذكرها عند الهزاهز ثم قال له (عليه السلام): (يا عمرو إنك قد كنت عاهدت الله لا يدعوك رجل من قريش إلى إحدى خلتين إلا أخذتها منه).
قال له: أجل.
قال له (عليه السلام): (فإني أدعوك إلى الله تعالى وإلى رسوله (ص) وإلى الإسلام).
قال: لا حاجة لي بذلك.
قال (عليه السلام): (إني أدعوك إلى النزال).
قال: لم يا ابن أخي فوالله ما أحب أن أقتلك.
فقال (عليه السلام): (ولكني والله أحب أن أقتلك).
فحمي عمرو لما سمع بذلك فاقتحم عن فرسه ونزل فعقرها وضرب وجهها ثم أقبل على علي (عليه السلام) فتنازلا وتجاولا ساعة، فضربه علي (عليه السلام) ضربة قتله بها ثم كر على حسل بن عمرو فقتله وخرجت خيلهم منهزمة حتى نزلت الخندق هاربة، وعظم قتل عمرو بن عبد ود وقتل ولده فقال (عليه السلام):
أعلي تفتخر الفوارس هكذا * عني وعنهم خبروا (1) أصحابي

1 - في نسخة (م): أخبروا.
(٢٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 ... » »»