تعالى هذه القصة في سورة الأحزاب (1).
وطمع المشركون بسبب كثرتهم وموافقة من وافقهم فركب فوارس من قريش منهم عمرو بن عبد ود وكان من مشاهيرهم، ومنهم عكرمة بن أبي جهل وتواعدوا للقتال وأقبلوا [تعنق] (2) بهم خيلهم حتى وقفوا على الخندق ثم قصدوا مكانا من الخندق [ضيقا فضربوا خيلهم فاقتحمت منه وجالت بهم خيلهم في السبخة بين الخندق] (3) وبين المسلمين، فحينئذ خرج علي بن أبي طالب (عليه السلام) وأخذ نفرا من المسلمين وبادر إلى الثغرة التي عبروا فيها من الخندق فقطع عليهم فجاءوا وقصدوه وأقبل عمر بن عبد ود وقد جعل له علامة ليعرف مكانه وتظهر شهامته فلما وقف ومعه ولده حسل وأصحابه قال: من يبارز؟
فقال علي (عليه السلام): (أنا أبارزه).
فقال النبي (ص): (إنه عمرو) فسكت.
فقال عمرو: هل من مبارز؟ ثم جعل يؤنبهم ويقول: أين جنتكم التي تزعمون أن من قتل منكم دخلها أفلا يبرز إلي رجل منكم؟
فقال علي (عليه السلام): (أنا له يا رسول الله).
فقال (ص): (إنه عمرو) فسكت، ثم نادى عمرو وقال:
ولقد بححت من النداء * لجمعهم هل من مبارز ووقفت إذ جبن المشجع * موقف القرن المناجز وكذلك أني لم أزل * متسرعا قبل الهزاهز