مطالب السؤول في مناقب آل الرسول (ع) - محمد بن طلحة الشافعي - الصفحة ٢١٣
رجل من بني أمية وأنت امرأة من بني تيم بن مرة! ولعمري إن الذي عرضك للبلاء وحملك على المعصية لأعظم إليك ذنبا من قتلة عثمان وما غضبت حتى أغضبت ولا هجت حتى هيجت فاتقي الله يا عائشة وارجعي إلى منزلك واسبلي عليك سترك والسلام.
فجاء الجواب إليه: يا بن أبي طالب جل الأمر عن العتاب ولن ندخل في طاعتك [أبدا] (1) فاقض ما أنت قاض والسلام (2).
ثم تراءى الجمعان وقرب كل من الآخر ورأى علي (عليه السلام) تصميم (القوم على قتاله) (3) فجمع أصحابه ولم يترك منهم أحدا وخطبهم خطبة بليغة منها:
(واعلموا أيها الناس أني قد تأنيت هؤلاء القوم وراقبتهم وناشدتهم كيما يرجعوا ويرتدعوا فلم يفعلوا ولم يستجيبوا وقد بعثوا إلي أن أثبت للجلاد وأبرز للطعان وقد كنت وما أهدد بالحرب ولا أدعي إليها وقد أنصف القارة من رامها، ولعمري لئن أبرقوا وأرعدوا ورأوا نكايتي فأنا أبو الحسن الذي فللت حدهم وفرقت جماعتهم فبذلك القلب ألقي عدوي وأنا على بينة من ربي لما وعدني من النصر والظفر وإني لعلى غير شبهة من أمري، ألا وأن الموت لا يفوته المقيم ولا يعجزه الهارب ومن لم يقتل يمت وإن أفضل الموت القتل، والذي نفس علي بيده لألف ضربة بالسيف أهون علي من ميتة على الفراش) ثم رفع يده إلى السماء وهو يقول: (اللهم إن طلحة بن عبيد الله أعطاني صفقة يمينه طائعا ثم نكث بيعتي، اللهم فعاجله ولا تمهله، اللهم وإن الزبير بن العوام قطع قرابتي ونكث عهدي

1 - أثبتناه من المصدر ونسخة (م).
2 - الفتوح لابن أعثم 2: 468.
3 - في نسخة (ع)، حزم أولئك على قتال.
(٢١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 ... » »»