مطالب السؤول في مناقب آل الرسول (ع) - محمد بن طلحة الشافعي - الصفحة ١٩٧
وإنه دفع الكتاب إلى الظعينة المذكورة وأعطاها عشرة دنانير على أن توصل الكتاب إلى أهل مكة، فلما أخبر جبرئيل النبي (ص) بذلك، اختار رسول الله (ص) عليا (عليه السلام) فبعثه ومعه الزبير والمقداد [وعمار وطلحة وأبا مرثد] (1) وقال لهم: (إنطلقوا إلى روضة خاخ فإن فيها ظعينة معها كتاب من حاطب إلى المشركين فخذوه منها وخلوا سبيلها فإن لم تدفعه إليكم فاضربوا عنقها).
فخرجوا حتى أدركوها في ذلك المكان فقالوا: أين الكتاب؟
فحلفت بالله ما معها كتاب ففتشوا متاعها فلم يجدوا كتابا فهموا بالرجوع وتركوها.
فقال علي (عليه السلام): (والله ما كذبنا رسول الله (ص)) وسل سيفه وجزم عليها وقال: (أخرجي الكتاب وإلا والله لأجردنك ولأضربن عنقك) وصمم على ذلك، فلما رأته الجد أخرجت الكتاب من ذؤابتها قد خبته في شعرها (2)، فأخذ الكتاب منها وخلوا سبيلها وعادوا إلى رسول الله (ص) فأخذ الكتاب فوجده على ما أخبره به جبرئيل (عليه السلام) (3).
فاستخرج علي (عليه السلام) بقوة عزمه وتصميم إقدامه وجزمه ومتانة احتياطه وحزمه ذلك الكتاب المرقوم المنفذ من النمام المذموم إلى مشركي مكة ليحترزوا في أمرهم ويتأهبوا للحرب عند قصدهم فكشف هذه الغمة بشدة بأسه وأبطل هذه المكيدة بقوة أنفاسه.

1 - أثبتناه من المصدر.
2 - في نسخة (ع): عقاصها وما أثبتناه من المصدر ونسخة (م).
3 - أسباب النزول: 239 - 240.
(١٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 ... » »»