مطالب السؤول في مناقب آل الرسول (ع) - محمد بن طلحة الشافعي - الصفحة ١٩٨
(وأما جهاده في سبيل الله تعالى) (1) واجتهاده في قتال المشركين في الغزوات والسرايا فأشهر من نصرة الأنصار وأظهر من ظهيرة النهار وقد نقل الواحدي (رحمه الله) في كتابه الذي صنفه في أسباب النزول أن الحسن والشعبي والقرطبي (رحمهم الله) قالوا: إن عليا (عليه السلام) والعباس (رضي الله عنه) وطلحة بن شيبة افتخروا فقال طلحة بن شيبة: أنا صاحب البيت بيدي مفتاحه ولو أشاء بت فيه.
وقال العباس: أنا صاحب السقاية والقائم عليها.
وقال علي (عليه السلام): (ما أدري ما تقولان لقد صليت ستة أشهر قبل الناس وأنا صاحب الجهاد) فأنزل الله تعالى: * (أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستون عند الله) * إلى أن قال: * (الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون) * إلى * (أجر عظيم) * (2) (3) فصدق الله بهذه الآيات عليا (عليه السلام) في دعواه وحقق له اتصافه بالجهاد وزكاه ورفع مقامه بذلك وأعلاه.
(وهذا تفصيل شئ من مواطن جهاده) (4) ومواقف قتاله في سبيل الله وجلاده، فمنها ما كان مع رسول الله (ص)، ومنها ما لم يكن معه.

١ - في نسخة (ع): (ومثل ذلك ما نقله الرواة في نصرته لله).
٢ - التوبة ٩: 19 - 20.
3 - أسباب النزول: 139.
4 - في نسخة (ع): فمن ذلك ما نقله الثقات في شجاعته.
(١٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 ... » »»