مطالب السؤول في مناقب آل الرسول (ع) - محمد بن طلحة الشافعي - الصفحة ٢٠٣
وذكرى لأولي الألباب.
ومنها غزاة الخندق: فإنه لما بلغ رسول الله (ص) أن قريشا قد تجمعت وقائدها أبو سفيان بن حرب وأن غطفان قد تجمعت وقائدها عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر واتفقوا مع بني النضير من اليهود على قصد رسول الله (ص) والمسلمين وحصار المدينة، أخذ رسول الله (ص) لحراسة المدينة في عمل الخندق عليها فعمل فيه بنفسه مع المسلمين فاحكمه في أيام، وكان في حفر الخندق آيات من معجزاته (ص) شاهدها المسلمون رأيت أن أذكرها (هاهنا ليزداد من يقف عليها إيمانا وتصديقا لرسوله (ص)) (1).
منها: ما رواه سعيد بن مينا أن ابنة لبشر بن سعد أخت النعمان بن بشير قالت:
دعتني أمي عمرة بنت رواحة فأعطتني جفنة من تمر في ثوبي ثم قالت: يا بنية إذهبي إلى أبيك وخالك عبد الله بن رواحة بغدائهما.
قالت: فأخذتها وانطلقت بها فمررت برسول الله (ص) وأنا ألتمس أبي وخالي.
فقال (ص): (تعالي يا بنية، ما هذا معك؟).
قالت: فقلت: يا رسول الله هذا تمر بعثتني به أمي إلى أبي بشير بن سعد وخالي عبد الله بن رواحة يتغذيانه.
قال (ص): (هاتيه).
قالت: فصببته في كفي رسول الله (ص) فما ملأتهما.
ثم أمر بثوب فبسط ثم دحا بالتمر عليه فتبدد فوق الثوب ثم قال لانسان كان عنده: (اصرخ في أهل الخندق أن هلم إلى الغدا) فاجتمع أهل الخندق عليه فجعلوا يأكلون منه وجعل يزيد حتى صدر أهل الخندق عنه وأنه ليسقط من

1 - أثبتاه من نسخة (م).
(٢٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 ... » »»