مطالب السؤول في مناقب آل الرسول (ع) - محمد بن طلحة الشافعي - الصفحة ١٥٣
واختصارهما قد اشتملتا على جميع ما قصده المتكلمون في الكتب المبسوطة في ذلك.
وسئل (عليه السلام) عن (1) المعاصي بمشيئة الله تعالى أم لا؟
فقال (عليه السلام) للسائل: (هل خلقك الله تعالى كما شئت أو كما شاء؟).
فقال: بل كما شاء.
فقال (عليه السلام): (هل خلقك لما شئت أو لما شاء؟).
فقال: لما شاء.
فقال (عليه السلام): (هل مشيئته غالبة أو مغلوبة؟).
قال: بل غالبة.
قال (عليه السلام): (فإذا خلقك كما شاء ولما شاء ومشيئته غالبة فكيف تفعل ما لا يشاء فكن موقنا مصدقا * (وما تشاءون إلا أن يشاء الله) *) (2) (3).
وقال له بعض من حضر لديه من الواردين: متى كان ربنا؟
فقال له (عليه السلام): (متى كان هل لشئ لم يكن فكان هو كائن بلا كينونة كان قبله هو قبل القبل بلا غاية ولا منتهى، انقطعت الغايات دونه فهو غاية كل غاية وسع كل شئ علما) (4).

1 - في نسخة (ع): هل.
2 - الإنسان 76: 30.
3 - ترجمة علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق 3: 232 / 1292، الصواعق المحرقة: 201.
4 - التوحيد 77: 33، الصواعق المحرقة: 202.
(١٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 ... » »»