وقال الإمام الثعلبي عقيب ما أورد هذه القصة بصورتها: سمعت أبا منصور الجشمازي يقول سمعت محمد بن عبد الله الحافظ يقول سمعت أبا الحسن علي ابن الحسين يقول سمعت أبا هارون الحضرمي يقول سمعت محمد بن منصور الطوسي يقول سمعت أحمد بن حنبل يقول: ما جاء لأحد من أصحاب رسول الله (ص) ورضي عنهم من الفضائل ما جاء لعلي (عليه السلام) (1).
وفي إيراده قول الإمام أحمد (رضي الله عنه) عقيب هذه القصة إشارة إلى أن هذه المنقبة العلية وهي الجمع بين هاتين العبادتين العظيمتين البدنية والمالية في وقت واحد حتى نزل القرآن الكريم يمدح القائم بهما المسارع إليهما قد اختص بهما علي (عليه السلام) ولم تحصل لغيره.
ومما سارع فيه علي (عليه السلام) إلى طاعة ربه وسابق إلى امتثال الأمر به فانفرد لذلك بعبادة أزلفته إلى مقام قربه لم يعمل بها أحد غيره من آل رسول الله (ص) ولا من صحبه ما بيانه وشرحه، ما أورده أئمة التفسير: الثعلبي، والواحدي (رض) وغيرهما: أن الأغنياء كانوا قد أكثروا مناجاة رسول الله (ص) وغلبوا الفقراء على المجالس عنده، حتى كره رسول الله (ص) ذلك لطول جلوسهم ومناجاتهم، فأنزل الله تعالى: * (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة ذلك خير لكم وأطهر) * (2) فأمر بالصدقة أمام المناجاة، فأما أهل العسرة فلم يجدوا وأما الأغنياء فبخلوا فخف ذلك على رسول الله (ص) واشتد على أصحابه فنزلت الآية التي بعدها رخصة فنسختها.