مطالب السؤول في مناقب آل الرسول (ع) - محمد بن طلحة الشافعي - الصفحة ١٥١
(فقال: يا أمير المؤمنين أخبرنا عن القدر؟) (1) فقال: (سر الله فلا تبحث عنه).
فقال: يا أمير المؤمنين أخبرنا عن القدر؟
فقال: لما أبيت فإنه أمر بين أمرين لا جبر ولا تفويض.
فقال يا أمير المؤمنين: إن فلانا يقول بالاستطاعة وهو حاضر.
فقال: (علي به).
فأقاموه فلما رآه قال له: (الاستطاعة تملكها مع الله أو من دون الله، وإياك أن تقول واحدة منهما فترتد).
قال: فما أقول يا أمير المؤمنين؟
قال (عليه السلام): (قل أملكها بالله الذي إن شاء ملكنيها).
فهذه صورة ألفاظه وعباراته التي نقلها البيهقي (2).
واعلم أن في هذه الكلمات اليسيرة والعبارات الموجزة من المطالب الجليلة والمقاصد العلية السنية ما هو عين الإيمان في القضاء والقدر وأن أفعال (3) الجوارح مرتبطة بما يحصل في القلوب من الدواعي والصوارف وأنه يحدث بسبب من الأسباب الخارجة عن قدرة الإنسان واختياره وذلك أن الإنسان إذا رأى صورة شخص وسمع كلامه ترتب على تلك الرؤية وذلك السماع رجاء لشئ ثم

1 - أثبتناه من نسخة (م).
2 - لم يتيسر لنا كتاب القدر للبيهقي، ووردت بشكل مقاطع في ترجمة علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق 3: 232 / 1292، مروج الذهب 2: 433، تذكرة الخواص: 156.
3 - في نسخة (ع): أحوال.
(١٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 ... » »»