(فقال: يا أمير المؤمنين أخبرنا عن القدر؟) (1) فقال: (سر الله فلا تبحث عنه).
فقال: يا أمير المؤمنين أخبرنا عن القدر؟
فقال: لما أبيت فإنه أمر بين أمرين لا جبر ولا تفويض.
فقال يا أمير المؤمنين: إن فلانا يقول بالاستطاعة وهو حاضر.
فقال: (علي به).
فأقاموه فلما رآه قال له: (الاستطاعة تملكها مع الله أو من دون الله، وإياك أن تقول واحدة منهما فترتد).
قال: فما أقول يا أمير المؤمنين؟
قال (عليه السلام): (قل أملكها بالله الذي إن شاء ملكنيها).
فهذه صورة ألفاظه وعباراته التي نقلها البيهقي (2).
واعلم أن في هذه الكلمات اليسيرة والعبارات الموجزة من المطالب الجليلة والمقاصد العلية السنية ما هو عين الإيمان في القضاء والقدر وأن أفعال (3) الجوارح مرتبطة بما يحصل في القلوب من الدواعي والصوارف وأنه يحدث بسبب من الأسباب الخارجة عن قدرة الإنسان واختياره وذلك أن الإنسان إذا رأى صورة شخص وسمع كلامه ترتب على تلك الرؤية وذلك السماع رجاء لشئ ثم