بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي بعث رسوله وأنبيائه إقامة لعدله ودينه وحجة له على خلقه لئلا يثبت لهم عذر وبرهان بأنه: لولا أرسلت إلينا رسولا هاديا مبشرا ومنذرا وبيده قرآن وفرقان حتى نتبعك من قبل أن نضل ونخزى. فكشفوا لهم عن المحاسن والمساوي وبصروهم سراء الدنيا وضرائها وبينوا لهم ما أعد الله للمطيعين من جنة وكرامة، وللعصاة من نار و حسارة فجهل الغواة حق الهداة فبددوهم ومزقوهم. ولم يقطع الله سبحانه عن الظالمين و الغاوين حجته فواتر إلى الخلق سفراءه ليتواتر عليهم بيناته البالغة إلى أن أفضت جلائل نعمه وكرائم ألطافه أن ينتجب أبا القاسم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب من هاشم بن عبد مناف رسولا إلى الثقلين من خليقته فأعطاه الشريعة السهلة السمحة الكامل قواعدها و المرصوص مبانيها فأتم به النبوة وختم به الرسالة صلى الله عليه وآله الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، جعلهم خلفاء الرسول امتدادا لخط الرسالة وإخراجا للناس من وساوس الضلالة إلى أنوار الهدية فهم مشاعل الخير والسعادة " حاضرهم وغائبهم ماضيهم وقائمهم الحجة بن الحسن العسكري عليه السلام وأرواحنا له الفداء " إلى يوم يقوم الناس لرب العالمين.
التعريف بالكتاب ومزاياه القيمة ومختصاته النادرة وبعد: فان كتاب قصص الأنبياء لأبي الحسين سعيد بن هبة الله قطب الدين الراوندي لم يظهر ليومنا هذا على عالم الطبع مع أنه كتاب قيم ثمين مشتمل على مطلب مهم وزين ألا و هو التأريخ الرزين للأنبياء والمرسلين وقد أشار مؤلفه الفد " في المقدمة " إشارة لطيفة إلى تمجيد وتحبير حيث قال: والكتب المصنفة في هذا المعنى، فيها الغث والسمين والرد و الثمين فجمعت بعون الله زلالها وسلبها جريا لها...
كشف زلة ورفع شبهة ان قلت: ربما ينسب الكتاب إلى السيد الإمام ضياء الدين أبى الرضا فضل الله بن علي