عمر بن مسلم العبدي حدثنا عبد الرحمن بن زياد، عن مسلم بن يسار قال: قال أبو عقبة الأنصاري: كنت في خدمه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فجاء نفر من اليهود، فقالوا لي: استأذن لنا على محمد. فأخبرته فدخلوا عليه، فقالوا: أخبرنا عما جئنا نسألك عنه، قال: جئتموني تسألوني عن ذي القرنين، قالوا: نعم، فقال: كان غلاما من أهل الروم ناصحا لله عز وجل فأحبه الله، وملك الأرض فسار حتى اتى مغرب الشمس، ثم سار إلى مطلعها، ثم سار إلى جبل (1) يأجوج ومأجوج، فبنى فيها السد، قالوا: نشهد ان هذا شانه، وانه لفي التوراة (2).
394 - وباسناده عن ابن عباس رضي الله عنه قال: دخل أبو سفيان على النبي صلى الله عليه وآله يوما، فقال: يا رسول الله أريد ان أسألك عن شئ فقال صلى الله عليه وآله: ان شئت أخبرتك قبل ان تسألني؟ قال: افعل، قال: أردت ان تسأل: عن مبلغ عمري فقال: نعم يا رسول الله فقال:
إني أعيش ثلاثا وستين سنه، فقال: اشهد انك صادق، فقال صلى الله عليه وآله: بلسانك دون قلبك (3).
قال: ابن عباس والله ما كان الا منافقا، قال: ولقد كنا في محفل فيه أبو سفيان وقد كف بصره وفينا علي عليه السلام فاذن المؤذن، فلما قال: اشهد ان محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال أبو سفيان:
هاهنا من يحتشم؟ قال واحد من القوم: لا فقال: لله در أخي بنى هاشم انظروا أين وضع اسمه فقال علي عليه السلام: أسخن (4) الله عينيك يا أبا سفيان، الله فعل ذلك بقوله عز من قائل: " و رفعنا لك ذكرك " (5) فقال أبو سفيان: أسخن الله عين من قال لي: ليس هاهنا من يحتشم (6).