اما اسلام سلمان، فقد علمت فأخبرني بالآخر، فقال: ان أبا ذر كان ببطن مر يرعى غنما له إذ جاء ذئب عن يمين غنمه فطرده فجاء عن يسار غنمه فصرفه ثم قال: ما رأيت ذئبا أخبث منك، فقال الذئب: شر منى أهل مكة، بعث الله إليهم نبيا فكذبوه.
فوقع كلام الذئب في اذن أبي ذر، فقال لأخته هلمي مزودي وإداوتي (1) ثم خرج يركض حتى دخل مكة، فإذا هو بحلقه مجتمعين وإذا هم يشتمون النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما قال الذئب، إذ اقبل أبو طالب، فقال بعضهم: كفوا فقد جاء عمه، فلما دنا منهم عظموه ثم خرج فتبعته، فقال: ما حاجتك؟ فقلت: هذا النبي المبعوث فيكم؟ قال: وما حاجتك إليه قلت: أؤمن به وأصدقه فرفعني إلى بيت فيه: جعفر بن أبي طالب، فلما دخلت سلمت، فرد على السلام و قال: ما حاجتك؟ قلت: هذا النبي المبعوث أؤمن به وأصدقه، فرفعني إلى بيت حمزه، فرفعني إلى بيت فيه علي بن أبي طالب فرفعني إلى بيت فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فدخلت إليه، فإذا هو نور في نور، قال انا رسول الله يا أبا ذر انطلق إلى بلادك، فإنك تجد ابن عم لك قد مات، فخذ ماله وكن بها حتى يظهر امرى، فانصرفت واحتويت على ماله وبقيت حتى ظهر امر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاتيته.
فلما انصرفت إلى قومي أخبرتهم، بذلك فاسلم بعضهم، وقال: بعضهم، ذ إذا دخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أسلمنا، فلما قدم أسلم بقيتهم وجاءت أسماء مع رجال فقالوا: نسلم على الذي أسلم له إخواننا فقال رسول الله: غفارا غفر الله لها واسلم سلمها الله (2).
404 - وعن ابن بابويه، حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني، حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن أبان بن تغلب، عن عكرمة، عن ابن عباس في قوله تعالى: " وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم ولا تخرجون أنفسكم من