ثم قال: أيكم محمد؟ فأومى إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال يا محمد اخبرني عما في بطن ناقتي حتى اعلم أن الذي جئت به حق وأؤمن بإلهك واتبعك، فالتفت النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: حبيبي على يدلك.
فاخذ على بخطام الناقة، ثم مسح يده على نحرها ثم رفع طرفه إلى السماء وقال اللهم إني أسألك بحق محمد وأهل بيت محمد، وبأسمائك الحسنى، وبكلماتك التامات لما أنطقت هذه الناقة حتى تخبرنا بما في بطنها، فإذا الناقة قد التفت إلى علي عليه السلام وهي تقول: يا أمير المؤمنين انه ركبني يوما وهو يريد زيارة ابن عم له، وواقعني فانا حامل منه، فقال الأعرابي: و يحكم النبي هذا أم هذا؟ فقيل: هذا النبي وهذا اخوه وابن عمه فقال الأعرابي: اشهد ان لا إله إلا الله وانك رسول الله وسال النبي صلى الله عليه وآله ان يسأل الله عز وجل ان يكفيه ما في بطن ناقته فكفاه، وحسن اسلامه.
وقال: وليس (1) في العادة ان تحمل الناقة من الانسان، ولكن الله جل ثناؤه قلب العادة في ذلك دلالة لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم على أنه يجوز ان يكون نطفة الرجل على هيئتها في بطن الناقة حينئذ ولم تصر علقة بعد، وانما أنطقها الله تعالى ليعلم به صدق رسول الله صلى الله عليه وآله (2).
فصل - 10 - 398 - وعن ابن بابويه، حدثنا أبو محمد عبد الله بن حامد، حدثنا أبو نصر محمد بن حمدويه المطرعي، حدثنا محمد بن عبد الكريم، حدثنا وهب بن جرير، حدثنا أبي حدثنا محمد بن إسحاق، حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي الحسين، عن شهر بن حوشب قال:
لما قدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المدينة اتاه رهط من اليهود، فقالوا: انا سائلوك عن أربع خصال، فان أخبرتنا عنها صدقناك وآمنا بك، فقال: عليكم بذلك عهد الله وميثاقه؟ قالوا: نعم، قال:
سلوا عما بدا لكم.
قالوا: عن الشبه كيف يكون من المرأة وانما النطفة للرجل؟ فقال: أنشدكم بالله أتعلمون