الذئب خله، كذلك ليس بين البار والفاجر خله، من يقترب من الرفث (1) يعلق به بعضه كذلك من يشارك الفاجر يتعلم من طرقه، من يحب المراء يشتم ومن يدخل مدخل السوء يتهم ومن يقارن قرين السوء لا يسلم ومن لا يملك لسانه يندم وقال: يا بنى صاحب مائه ولا تعاد واحدا، يا بنى انما هو خلافك وخلقك فخلاقك دينك وخلقك بينك وبين الناس فلا ينقصن تعلم (2) محاسن الأخلاق، ويا بنى كن عبدا للأخيار ولا تكن ولدا للأشرار، يا بنى عليك بأداء الأمانة تسلم دنياك وآخرتك، وكن أمينا فان الله تعالى لا يحب الخائنين يا بنى لا تر الناس انك تخشى الله وقلبك فاجر (3).
فصل - 2 - 241 - وعن ابن بابويه، عن أبيه، حدثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن منصور بن يونس، عن الحارث، عن المغيرة قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام أصلحك الله ما كان في وصيه لقمان؟ قال: كان فيها الأعاجيب، ومن أعاجيب ما كان فيها انه قال: يا بنى:
خف الله خيفة لو جئته ببر الثقلين لعذبك، وارج الله رجاء لو جئته بذنوب الثقلين لرحمك (4).
242 - وبالاسناد المتقدم عن سعد بن عبد الله، عن القاسم بن محمد الأصفهاني، عن سليمان بن داود المنقري، حدثنا حماد بن عيسى قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن لقمان و حكمته، فقال: اما والله ما اوتى الحكمة لحسب (5) ولا أهل ولا مال ولا بسطه في الجسم و لا جمال، ولكنه كان رجلا قويا في امر الله، متورعا في دينه، ساكتا سكينا، عميق النظر، طويل التفكر، حديد البصر، لم ينم نهارا قط، ولم ينم في محفل قوم قط، ولم ينقل (6) في