شعبها، والأخلاق الحسنة ورقها، والخروج عن معاصي الله ثمرها، ولا تكمل الشجرة الا بثمره طيبه، كذلك الدين لا يكمل الا بالخروج عن المحارم. يا بنى لكل شئ علامه يعرف بها وان للدين ثلاث علامات: العفة والعلم والحلم (1).
فصل - 6 - 247 - وبالاسناد المتقدم عن سليمان بن داود المنقري، عن ابن عيينة (2) عن الزهري عن علي بن الحسين صلوات الله عليهما، قال: قال لقمان لابنه: يا بنى ان أشد العدم عدم القلب وان أعظم المصائب مصيبة الدين وأسنى المرزئة مرزئته وأنفع الغنى غنى القلب، فتلبث في كل ذلك والزم القناعة والرضا بما قسم الله، وان السارق إذا سرق حبسه الله من رزقه وكان عليه إثمه، ولو صبر لنال ذلك وجاءه من وجهه.
يا بنى أخلص طاعة الله حتى لا يخالطها شئ من المعاصي ثم زين الطاعة باتباع أهل الحق، فان طاعتهم متصلة بطاعة الله، وزين ذلك بالعلم وحصن علمك بحلم لا يخالطه حمق واخزنه بلين لا يخالطه جهل، وشدده بحزم لا يخالطه الضياع وامزج حزمك برفق لا يخالطه العنف (3).
248 - وعن سليمان بن داود، حدثنا يحيى بن سعيد القطان، قال: سمعت الصادق عليه السلام يقول: قال لقمان حملت الجندل والحديد وكل حمل ثقيل، فلم احمل شيئا أثقل من جار السوء، وذقت المرارات كلها، فما ذقت شيئا امر من الفقر، يا بنى لا تتخذ الجاهل رسولا، فان لم تصب عاقلا حكيما يكون رسولك، فكن أنت رسول نفسك. يا بنى اعتزل الشر، يعتزلك (4).
249 - وقال الصادق عليه السلام: قال أمير المؤمنين عليه السلام قيل للعبد الصالح لقمان: أي الناس أفضل؟ قال: المؤمن الغنى قيل: الغنى من المال؟ فقال: لا ولكن الغنى من العلم الذي ان