ان إسماعيل دفن أمه في الحجر وجعله عليها لئلا (1) يوطأ قبرها (2).
فصل - 2 - 109 - وباسناده عن ابن أبي عمير، عن ابان عن عقبه، عن أبي عبد الله صلوات الله عليه قال: ان إسماعيل لما تزوج امرأة من العمالقة يقال لها، سامه وان إبراهيم اشتاق إليه، فركب حمارا، فأخذت عليه ساره الا ينزل حتى يرجع قال: فاتاه وقد هلكت أمه ولم يوافقه ووافق امرأته، فقال لها: أين زوجك، فقالت: خرج يتصيد، فقال: كيف حالكم؟
فقالت: حالنا وعيشنا شديد، قال: ولم تعرض عليه المنزل، فقال: إذا جاء زوجك فقولي له جاء هاهنا شيخ وهو يأمرك ان تغير عتبه بابك.
فلما اقبل إسماعيل صلوات الله عليه وصعد الثنية وجد ريح أبيه، فاقبل إليها وقال: اتاك أحد؟ قالت: نعم شيخ قد سألني عنك، فقال لها: هل امرك بشئ؟ قالت: نعم، قال لي إذا دخل زوجك فقولي له جاء شيخ وهو يأمرك ان تغير عتبه بابك، قال: فخلى سبيلها. ثم إن إبراهيم عليه السلام ركب إليه الثانية، فأخذت عليه ساره ان لا ينزل حتى يرجع، فلم يوافقه و وافق امرأته، فقال: أين زوجك قالت: خرج: عافاك الله للصيد، فقال: كيف أنتم؟ فقالت:
صالحون قال: وكيف حالكم؟ قالت: حسنه ونحن بخير انزل يرحمك الله حتى يأتي، فأبى و لم تزل به تريده على النزول (3) فأبى، قالت: اعطني رأسك حتى اغسله، فانى أراه شعثا، فجعلت له غسولا، ثم أدنت منه الحجر، فوضع قدمه عليه، فغسلت جانب رأسه، ثم قلبت قدمه الأخرى فغسلت الشق الاخر ثم سلم عليها وقال: إذا جاء زوجك فقولي جاء هاهنا شيخ فهو يوصيك بعتبة بابك خيرا. ثم إن إسماعيل صلوات الله عليه اقبل فلما انتهى الثنية وجد ريح أبيه، فقال لها: هل اتاك أحد؟ قالت: نعم شيخ وهذا اثر قدميه، فأكب على المقام و قبله، وقال: شكى إبراهيم إلى الله ما يلقى من سوء خلق ساره، فأوحى الله إليه: ان مثل