وقد قيل في الكمات أقوال جمة:
أولها إن ذلك قوله ربنا ظلمنا أنفسنا، فأما قوله فرأى أشباحا فيحتمل إنه رأى صورا، ويحتمل أنه رأى أسماءهم، فإن حملناه على الأشباح، فيحتمل أنه جعل تلك الأجزاء في ظهر آدم، ثم خلق منه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته وقوله: * (انا الفاطر) * كذا روي لنا، وفاطمة أولى، وروي في بعض الاخبار: انها سميت فاطمة، إن الله تعالى فطم محبيها من النار، فأما غفران آدم فليس هناك كبيرة، ومعنا تفضيل علي عليه حتى بينا ذلك في تنزيه الأنبياء (1) - قوله تعالى:
* (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله والله رؤوف بالعباد) *.
البقرة 2: 207.
المروي عن ابن عباس، انها نزلت في علي بن أبي طالب [عليه السلام] لما بات على فراش رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، حت خرج إلى الغار، وروي إنه [عليه السلام]: " لما نام على فراشه [صلى الله عليه وآله وسلم] قام جبريل عند رأسه، وميكائيل عند رجليه، وجبريل ينادي: بخ بخ من مثلك يا بن أبي طالب باهى الله تعالى بك الملائكة " (2). فنزلت الآية بين مكة والمدينة، عن السدي.
ومعنى يشري [إنه] باع، غير أنه [قد] بذل مهجته في طاعة ربه، يبتغي في جميع عمره [طلب] مرضاته. (3)