ما جعله منه * (كهرون من موسى) * (1)، ومنها ما رواه حذيفة أنه قال في علي (إنه خير البشر) (2)، ومنها ما رواه عمار وأبو ذر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أنه قال لعلي: " يا علي من أطاعك فقد أطاعني، ومن عصاك فقد عصاني " (2)، وكقوله " علي مني وانا منه " (3)، وكقوله " أوحى الله إلي في علي إنه سيد المسلمين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين " (5). إلى غير ذلك مما يطول تقصيه.
واما الفعل فأنه لم يول عليه أحدا قط، وما بعثه في جيش أو سرية إلا أمره عليهم، وأمرهم بإطاعته، وحذرهم من مخالفته، وكان صاحب لوائه في غزواته حتى سأله جابر بن سمرة: " يا رسول الله، من يحمل رايتك يوم القيامة؟ قال: ومن عسى أن يحملها إلا من يحملها علي بن أبي طالب " (6).
وأخذ براءة من أبي بكر ودفعها إليه، وقال: " لا يبلغها عني إلا انا أو رجل مني " (7)، وأخرجه عند المباهلة، وأجراه مجرى نفسه دون غيره من أمته، وآخى بينه وبين نفسه لما آخى بين أصحابه وقال: " هو أخي في الدنيا والآخرة " (8).
وزوجه ابنته فاطمة سيدة نساء العالمين مع كثرة خطابها من سادات العرب، وقال لها: " زوجتك أعلمهم علما، وأقدمهم سلما " (9).
ولم ينقم منه بطول صحبته، ولا أنكر عليه شيئا من قوله وفعله، بل أنكر على من شكا معرضا عنه، قائلا له: " ما لكم ولعلي! علي مني وأنا منه، وهو ولي كل