الملاحظة الخامسة والخمسون:
قول الفقيهي: (ولم يذكره ابن أبي داود في مراسيله) يقصد لم يذكر أبا نضرة.
أقول: أولا: عش رجبا تر عجبا!! فابن أبي داود ليس له كتاب في المراسيل إنما كتاب المراسيل لوالده أبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني فإذا كان الفقيهي لا يعرف مؤلف الكتاب فلن يعرف مضمون ومنهج الكتاب!!
ثانيا: منهج أبي داود في مراسيله ليس مثل منهج العلائي أي ليس من منهجه تتبع الرواة الذين يرسلون إنما منهجه ذكر الأحاديث المرفوعة التي رواها بعض التابعين أي أن كتابه خاص بمراسيل التابعين عن النبي صلى الله عليه وسلم خاصة!!!.
أما صاحبنا أبو نضرة فإنما رجحنا أن روايته السابقة مرسلة عن طلحة وعلي ونحوهما وليس له رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم لا مرسلة ولا موصولة. فالفقيهي يظهر من كلامه أنه لا يمتلك كتاب المراسيل فضلا عن معرفة مؤلفه ومنهجه!!
ولو امتلكه فليس هناك أسهل من قراءة اسم مؤلف الكتاب فحتى هذه لم يفلح الفقيهي فيها للأسف!!
ثم يأتي يرمي الناس بالجهل في مصطلح الحديث وهذا - كما قلت سابقا - بأن أكثر المؤرخين الإسلاميين للأسف يرمون الناس بالجهل وهم أجهل الناس بمصطلح الحديث وعلم الجرح والتعديل