الملاحظة الثانية والخمسون:
قوله: (فقد استعظم المالكي ما جاء عن ابن حزم في تقدير عدد من لم يبايع عليا حين قدره بمائة ألف إذا اعتبر هذا دليلا على نصبه (أي ناصبي لا يميل إلى علي) أقول: أيضا هذا الكلام على طريقة المثل الكردي (الفاسقون الخمسة أربعة الجرذ والفأر والثعبان) ففي جملة واحدة يجعل الخمسة أربعة ثم ثلاثة!!
أولا: أنا لم أستنكر على ابن حزم تقديره هذا وإنما استنكرت قوله: (إن عدد من أمتنع عن بيعة علي مثل عدد من بايعه). فهذا الكلام باطل أما التقدير ب 100 ألف مسلم فهذا صحيح جملة لكن المسلمين ذلك اليوم لم يكونوا مئتي ألف مسلم فقط!! وعلي لما حارب أهل الشام إنما حاربهم بأهل العراق وقليل من أهل الحجاز وكان معه نحو هذا العدد.
أما المبايعون لعلي فأكثر من ذلك بكثير في الحجاز واليمن ونجد وخراسان وفارس والجزيرة ومصر وأذربيجان كلها على البيعة إلا الشام وأهل الشام خرجوا كلهم تقريبا مع معاوية إلا قليل من المتوقفين كعبد الرحمن بن غنم الأشعري.
ثانيا: أنا لم أتهم ابن حزم بالنصب بسبب هذا وإنما بسبب أشياء أخرى ولست مصدر الاتهام الأول له وإنما هو معروف بهذا فأنا ناقل فقط والفقيهي يعرف لماذا أتهم ابن حزم بالنصب لكنه ظننا لا نعرف!! فلذلك اعتمد على بعض أقواله؟!
ثالثا: الفقيهي عرف النصب بأنه (عدم الميل إلى علي)!! وهذا