التحقيق والتدقيق ما يكفي فأقول لهم: ما زال الباب مفتوحا للتصحيح والإضافة والاعتراف بالخطأ وتذكروا أن الحق سينصره الله وأن الباطل سيخذل حتى ولو كان له صولة، فلا تتشبعوا بالعلم لتدافعوا به عن الباطل وانصروا الحق وتداركوا أمركم ولا تغتروا بكثرة (المصفقين) ولا (تجار المدائح) فأنتم تعرضون عقولكم على الناس وتعرضوا دينكم على الله فاختاروا لأنفسكم وما اختفى اليوم سينكشف غدا!!
الرسالة الثالثة: لمن حرم الدراسات الجامعية والألقاب البراقة. مع صدق نياتهم وقوة بحوثهم، أقول لكم اعملوا ولا يغركم نظرة الناس لكم بأنكم غير حاصلين على (مؤهلات) فالدليل والبرهان هو (المؤهل الحقيقي) وإن لم يكن مؤهلا (اليوم) فهو (المؤهل) غدا بعد أن يكتشف الناس سماجة الدراسات المتدثرة ب (الأكاديمية) العلمية ثم إنكم تملكون الحوافز النفسية والدوافع البحثية التي ستعينكم على خدمة العلم بعكس كثير من أصحاب الدراسات الذين يختارون موضوعات رسائلهم بلا شعور بأهمية هذه الموضوعات وإنما الشهادة عند كثير من هؤلاء وسيلة للوصول إلى وظيفة أعلى فتعطلت الأهداف التي يثبتونها في مقدمة رسائلهم، فالله المستعان، كم من علم ضيعوا وكم من جهل وضعوا.
وأقول لكم أيضا: ليس المهم أن تطبعوا الكتب فقد لا تستطيعون لكن يكفي أن تجمعوا الحقائق وتخلصوا النية وسيأتي يوم يخرج الله فيه هذا الحق وأنتم وإن لم تكونوا (متخصصين) ولا (متفيهقين) (فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون).