نحو إنقاذ التاريخ الإسلامي - حسن بن فرحان المالكي - الصفحة ٣٠٤
1 - الجهل: فهذا أول أسباب الاختلاف وأهمها على الإطلاق فمن جهل الحقيقة خالفها، وعلاج هذا الجهل بالعلم.. وقد يكون هناك جاهل مركب لا يعلم ولا يعلم أنه لا يعلم وهذه كارثة خاصة إذا كان هذا الجاهل في موقع الصدارة وتعليم الناس.
وأحيانا يكون الجهل مغلفا بغلاف العلم فتجد الألفاظ العلمية في كلام هذا الجاهل لكنه يوردها في غير موقعها مع سطحية في التناول والبحث وكل منا لا بد أن يكون فيه بعض الجهل قل أو كثر حتى في مجال تخصصه الدقيق. لذا نرى أن من أهم أسباب الاتفاق هو العلم المضاد للجهل فمتى علم المختلفان الحقائق اتفقا في الأغلب.
2 - الهوى والتعصب: قد يعرف المختلفان أو أحدهما الحقائق لكنهما لا يتفقان لأن أحدهما يتنكر لهذه الحقائق بسبب الهوى الذي دفعه للتعصب للباطل فالهوى أصل والتعصب نتيجة جمعت بينهما لتلازمهما القوي.
فعلاج الهوى يكون بتصحيح النية، والاستعاذة من الشيطان، وحب خدمة الحقيقة، ونشدان ذلك، وعلاج التعصب يكون بإجبار النفس على اتباع الدليل، والحجة والبرهان، وترويض النفس على مقاومة الوساوس والهوى ومداخل الشيطان.
وليتذكر المتعصب بأن تعصبه سيسئ إليه قبل إساءته للحقيقة فكل أمر سينكشف اليوم أو غدا فلماذا يتعب نفسه ويكسب إثما في أمر هو خاسر فيه لا محالة. وماذا سينفعه مشجعوه وجمهور
(٣٠٤)
مفاتيح البحث: الجهل (9)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 299 300 301 302 303 304 305 306 307 308 309 ... » »»
الفهرست